وصل البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية، الأحد 3 فبراير/شباط؛ ليصبح أول بابا للفاتيكان تطأ قدمه شبه الجزيرة العربية، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان أقوى إدانة له حتى الآن للحرب في اليمن، حيث تضطلع دولة الإمارات بدور عسكري بارز.
وقبيل مغادرته متوجهاً إلى أبوظبي، قال البابا في عظته المعتادة الأحد، في مدينة الفاتيكان، إنه يتابع الأزمة الإنسانية في اليمن بقلق بالغ. وحث كل الأطراف على تنفيذ اتفاقية سلام هشة والمساعدة في توصيل المساعدات إلى ملايين الجوعى.
وقال أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس، إن "بكاء هؤلاء الأطفال وآبائهم يصعد إلى الرب".
وأضاف البابا قبل صعوده إلى الطائرة التي أقلته: "فلنبتهل بإخلاص؛ لأن هؤلاء الأطفال جوعى وعطشى ولا يملكون الدواء ويواجهون خطر الموت".
الإمارات ترحب بزيارة البابا ورسالته بشأن اليمن
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، على تويتر، إن الإمارات ترحب برسالة البابا بشأن اليمن، وترى أن اتفاق السلام الذي أشار إليه يمثل انفراجة تاريخية.
وقال قرقاش عقب وصول البابا إلى أبوظبي: "دعونا نتأكد من تنفيذه ونجعل 2019 عام السلام في اليمن".
وأظهرت لقطات أذاعها التلفزيون استقبال الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي للبابا فرنسيس قبل اصطحابه للقاء مع شيخ الأزهر أحمد الطيب. وعانق البابا شيخ الأزهر لدى لقائهما.
وسيجتمع ولي عهد أبوظبي وشيخ الأزهر مع البابا الإثنين 4 فبراير/شباط.
تلعب الإمارات دوراً مهماً في اليمن
وتلعب الإمارات دوراً بارزاً في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات في اليمن ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي دفعت اليمن إلى شفا المجاعة.
وتحاول الإمارات تنفيذ هدنة واتفاق لسحب القوات في ميناء الحديدة اليمني الرئيسي تم التوصل إليهما في محادثات جرت في ديسمبر/كانون الأول كخطوة لبناء الثقة يمكن أن تمهد الطريق أمام إجراء مفاوضات سياسية لإنهاء الصراع.
وقال مسؤولون بالفاتيكان إنه لم يتضح ما إذا كان البابا سيتناول هذا الموضوع الحساس علناً أم في محادثات خاصة خلال زيارته لأبوظبي التي تهدف إلى تشجيع الحوار بين الأديان.
صفحة جديدة
وسيقضي البابا أقل من 48 ساعة في دولة الإمارات؛ حيث يلتقي مع مجلس حكماء المسلمين ويقيم قداساً في الهواء الطلق لنحو 120 ألف كاثوليكي. وقال إن هذه الزيارة فرصة لكتابة "صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الديانتين".
وتقول دولة الإمارات، التي اعتبرت عام 2019 عاماً للتسامح، إن الزيارة تعكس تاريخها بوصفها "مهداً للتنوع".
لكنها تواجه انتقادات من جماعات حقوق الإنسان لسجنها ناشطين، من بينهم أحمد منصور وهو إماراتي يقضي حكماً بالسجن عشر سنوات لانتقاده الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان السبت: "ندعو البابا فرنسيس لإثارة قضية سجنهم مع مضيفيه، وأن يحث على الإفراج عنهم على الفور ودون شروط".
ولم ترد السلطات الإماراتية على طلب للتعليق حتى الآن.
ويصف قساوسة ودبلوماسيون الإمارات بأنها واحدة من أكثر البيئات انفتاحاً في الخليج بالنسبة لممارسة المسيحيين لعباداتهم. لكنها، شأنها شأن جيرانها، لا تسمح بمعارضة أو انتقاد القيادة.
يعيش في الإمارات نحو مليون كاثوليكي
ويعيش في شبه الجزيرة العربية نحو مليوني مغترب كاثوليكي نصفهم في الإمارات وحدها.
وتسمح كل دول الخليج باستثناء السعودية للمسيحيين بممارسة عباداتهم في كنائس أو مجمعات كنسية ومقار أخرى بتراخيص خاصة. وفي السعودية، يؤدي غير المسلمين صلواتهم في تجمعات سرية داخل منازل أو سفارات.
وولي عهد أبوظبي حليف لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي سعى للتواصل مع ممثلين مسيحيين في الخارج في إطار النهج الانفتاحي الذي تتخذه المملكة المحافظة.
وزار البابا فرنسيس ست دول ذات أغلبية إسلامية منذ توليه البابوية، واستخدم رحلاته للدعوة للحوار بين الأديان وللتنديد باستخدام العنف باسم الدين.
وقال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، في مقال رأي بمجلة بوليتيكو، الأحد، إن زيارة البابا تبعث برسالة تعايش واحترام في مواجهة "خطر التطرف" في أنحاء الشرق الأوسط.