أجلت المحكمة العسكرية جلسات الاستماع في قضية خالد شيخ محمد وأربعة متآمرين مزعومين آخرين في أحداث 11 سبتمبر/أيلول، بعد أن نُقل القاضي المشرف من خليج غوانتانامو بسبب حالة طوارئ طبية غير محددة.
الجلسات حسب صحيفة The Guardian البريطانية عُلقت والتي من المقرر لها أن تستمر لبقية الأسبوع، في الوقت الذي يتلقى فيه العقيد في البحرية الأمريكية، كيث باريلا، العلاج الطبي. ولا يعتقد أن حالته مهددة لحياته بشكل فوري، لكنها خطيرة وتطورت على نحو مفاجئ.
ولم يُبد القاضي أية علامات خارجية لاعتلال الصحة، لكنه في الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء استدعى محاميّ الدفاع والنيابة وأعلمهم بأنه سيُنقل خارج القاعدة العسكرية الأمريكية الكائنة جنوبي شرقي كوبا إلى البر الرئيسي لتلقي العلاج الطبي.
وأصدر مكتب اللجان العسكرية بياناً مقتضباً قال فيه: "نظراً لمشكلة طبية تؤثر على قدرة القاضي العسكري على العمل، فقد ألغيت بقية الجلسة".
وكان باريلا قد عين قاضياً في قضية أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول في شهر أغسطس/آب 2018، ليكون مسؤولاً عن هذه القضية التي لازمتها بدايات خاطئة، وتأخيرات إجرائية وجدل حول اللجان العسكرية ذاتها. وكان المدعى عليهم، المتهمون بالتدبير للهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، وقتل قرابة 3 آلاف شخص، قد وجهت إليهم الاتهامات أول مرة عام 2008. لكنَّ القضية لا تزال في طورها الأوليّ، ومن غير المتوقع أن تبدأ المحاكمة قبل عام 2020 على أقرب تقدير.
وتعد شهادة المدعى عليهم، التي تم الحصول عليها بعد فترات طويلة من التعذيب في "المواقع السوداء" التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية قبل نقلهم إلى غوانتانامو، مصدراً لكثير من الخلاف.
وقد طعن محامو الدفاع في جدارة باريلا للنظر في هذه القضية في المحكمة الفيدرالية، لعدم كشفه عن مدى علاقاته السابقة مع أعضاء من فريق الادعاء.
الإثنين الماضي، طعن أحد المدعى عليهم، وهو رمزي بن الشيبة -اليمني المتهم بترتيب ذهاب بعض مختطفي الطائرات إلى مدرسة للطيران بالولايات المتحدة والمساعدة في تمويل العملية- في سلطة باريلا لرئاسة المحكمة.
المدعى عليه كان قد قدم اعتراضاً مشابهاً من قبل، لكن في هذه المناسبة بدا باريلا منزعجاً من هذا الطعن، وقال إنَّ هذا الموقف "من شأنه أن يعرض أمن جميع من في هذه الغرفة إلى الخطر"، وهو زعم أدهش محاميّ الدفاع، الذين فسّروه على أنه تهديد بتكبيل السجين.
وفي اليوم ذاته، هدد محامو الدفاع بمقاطعة الجلسة بسبب ما قالوا إنه استجواب عدواني من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية لمساعد قانوني كان قد ترك غوانتانامو في ديسمبر/كانون الأول.
استمع باريلا الثلاثاء، إلى حجج متعارضة حول إمكانية الاستماع إلى شهادة مترجم فوري سابق بوزارة الدفاع، في محكمة علنية. وزعم المدعى عليهم أنهم رأوا هذا المترجم الفوري في واحدة من "المواقع السوداء" وجرى التأكد من أنه عمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية. وكان محامو الدفاع يسعون لاستجوابه حول ما إذا كان عميلاً لوكالة الاستخبارات المركزية. وحكم باريلا بأنَّ جلسة الاستماع يجب أن تعقد خلف الأبواب المغلقة.