أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء 15 يناير/كانون الثاني 2019، أن قوات أنقرة ستتولى إقامة "المنطقة الأمنية" التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للفصل بين وحدات حماية الشعب الكردية، والحدود التركية.
وقال أردوغان إنه خلال مكالمة هاتفية "إيجابية للغاية"، طرح ترامب أن "نقيم منطقة أمنية (…)، عرضها أكثر من 30 كم" على طول الحدود التركية.
ورغم أن الرئاسة التركية تحدثت، مساء الإثنين 14 يناير/كانون الثاني 2019، عن مناقشة أردوغان وترامب مسألة إقامة "منطقة أمنية" في سوريا خلال مكالمتهما التاريخية، فإن هذه أول مرة يُذكر فيها أن تركيا هي التي ستقيمها.
الهدف من المنطقة الأمنية
وتهدف هذه المنطقة التي طالبت تركيا بإنشائها منذ سنوات عدة، إلى فصل الحدود التركية عن مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.
وأثار تصريح لترامب صدمةً، الأحد 13 يناير/كانون الثاني 2019، عندما هدد بـ "تدمير تركيا اقتصادياً في حال هاجمت الأكراد".
وقال أردوغان: "ستواصل تركيا فعل ما يتعين عليها فعله لحل هذه المسألة، في ضوء جوهر تحالفها، بما يحترم حقوقنا وقوانيننا. توصلنا لتفاهم تاريخي مع ترامب الليلة الماضية".
وأضاف أن تغريدة ترامب أصابته بالحزن، مستدركاً: "لكن الاتصال الهاتفي أمس كان إيجابياً".
وأثار تهديد ترامب بتدمير تركيا اقتصادياً قلقاً أيضاً بين المستثمرين، فانخفضت الليرة التركية بما يصل إلى 1.6%، الإثنين. وقال أردوغان إنه اتفق مع ترامب، خلال الاتصال، على تعزيز الروابط الاقتصادية.
وفي حين تحظى وحدات حماية الشعب الكردية بدعم واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن أنقرة تعتبرها مجموعة "إرهابية" على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمرداً ضد أنقرة منذ أكثر من 30 عاماً.
وهددت تركيا، مراراً، خلال السنوات الماضية، بشنّ هجوم جديد على وحدات حماية الشعب الكردية، بهدف تجنّب قيام نواة دولة كردية قرب حدودها، وهو ما قد يشجع النزعات الانفصالية لدى أكراد تركيا.
وأسهمت الخلافات بشأن وحدات حماية الشعب الكردية بين تركيا والولايات المتحدة، الحليفتين بحلف شمال الأطلسي، في تفاقم علاقاتهما منذ عامين.
ورحّبت تركيا بالقرار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي (ديسمبر/كانون الأول 2018)، والذي يقضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا. إلا أنها سرعان ما احتجت بشدة على تصريحات لمسؤولين أمريكيين، يربطون فيها سحب القوات الأمريكية من سوريا بسلامة المقاتلين الأكراد.