وقّع أكثر من 80 ألف شخص على التماسٍ يطالب الحكومة البريطانية بمنح الشابة السعودية في تايلاند اللجوء، خاصة أنها تخشى أن حياتها ربما تكون في خطر إن أُعيدت إلى بلادها.
وقالت صحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 8 يناير/كانون الثاني 2019، إن التماساََ نُشر على موقع Change.org يطالب وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، منح رهف القنون اللجوءَ في بريطانيا، حصل على توقيع أكثر من 80 ألف شخص حتى وقت كتابة هذا المقال، ويأتي الالتماس بعد نداءٍ مباشر من رهف القنون لوزير الخارجية البريطاني، نشرته على تويتر يوم الأحد الماضي.
التماس من الشابة السعودية في تايلاند لوزير خارجية بريطانيا
كتبت رهف الشابة السعودية في تايلاند على تويتر: "أقدم لك التماساً شخصياً سيد جيريمي هانت، لمنحي تأشيرة سفر عاجلة إلى المملكة المتحدة، فحياتي على المحك". وقال متحدثٌ باسم مكتب الخارجية والكومنولث البريطاني لصحيفة الإندبندنت إنهم "مهتمون" بالقضية، وإنهم "يراقبون التطورات عن كثب".
وكانت رهف القنون قد حصلت على تأشيرةٍ مؤقتة لدخول تايلاند، وقد التقى موظفون من الأمم المتحدة بها يوم الثلاثاء الماضي، كجزءٍ من تحقيقهم في قضية طلبها للجوء. وقال ممثل المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، في بيانٍ، إن "دراسة القضية وتحديد الخطوات التالية قد يستغرقان عدة أيام".
لكن قضيتها تعقَّدت أكثر بوصول والدها وأخيها إلى بانكوك
إذ قال رئيس هيئة الهجرة التايلاندية، سوراجات هاكبان، إنهما وصلا إلى البلاد يوم الثلاثاء الماضي، ويريدان التحدث إلى رهف.
وثمة مخاوف الآن من أن عائلتها ستحاول إعادتها إلى السعودية. وقال نائب مدير منظمة هيومان رايتس ووتش في آسيا، فيل روبرتسون، لوكالة رويترز للأنباء إن وصولَ والدها "مصدرٌ للقلق".
هربت الشابة السعودية في تايلاند رهف القنون، البالغة من العمر 18 عاماً، مما سمّته بالإساءة المستديمة من قبل عائلتها، وكانت في طريقها للمطالبة باللجوء في أستراليا، حين تم اعتقالها في بانكوك يوم السبت الماضي.
وكانت السلطات التايلاندية بصدد ترحيل رهف، لكن قبل ساعاتٍ من موعد ترحيلها تحصَّنت في غرفتها بالفندق، وطلبت المساعدة على شبكات التواصل الاجتماعي، لتحصل على عشرات الآلاف من الاستجابات.
وكتبت رهف على تويتر، ناشرةً صوراً لفراشها وهو يسد باب غرفتها "إخوتي وعائلتي والسفارة السعودية سيكونون في انتظاري، سيقتلونني، حياتي في خطر، عائلتي تهدد بقتلي لأتفه سبب". وأضافت أنها سُجنت لأشهرٍ في بيتها، وعانت من اعتداءات "جسدية، عاطفية وكلامية".
وسط نداءاتٍ من جماعات حقوق الإنسان، تراجعت السلطات التايلاندية أخيراً عن قرار الترحيل، لكن وضعها في البلد ما زال غير واضح. وحالياً تحقق وكالة الأمم المتحدة للاجئين في قضيتها، بينما يطالب داعموها بلداً ثالثاً بالتدخل.
بينما هناك مؤشرات على موافقة أستراليا على منح رهف القنون اللجوء
اعتبرت المفوضية السامية للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أن الشابة السعودية في تايلاند التي فرَّت من بلادها إلى تايلاند هي لاجئة، طالبة من أستراليا منحها اللجوء، على ما أفاد مسؤولون أستراليون، الأربعاء 9 يناير/كانون الثاني 2019.
وذكرت وزارة الداخلية الأسترالية في بيان، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن المفوضية السامية للاجئين سلَّمت ملف "رهف محمد القنون إلى أستراليا، لتدرس إمكانية منحها اللجوء بصفتها لاجئة".
وأعلنت وزارة الداخلية أنها ستدرس ملفها "مثلما تفعل عادة بالنسبة للملفات التي تتلقاها من المفوضية السامية للاجئين".
وكانت أستراليا أعلنت الثلاثاء أنها "ستدرس بعناية" طلب لجوء القنون، التي أُوقفت في مطار بانكوك بعدما فرّت من بلادها، ثم سُمح لها بالخروج برفقة ممثلين عن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في قضية أثارت اهتماماً عالمياً. وألمح مسؤولون أستراليون بشكل واضح إلى أنه سيتم قبول طلبها.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن "الحكومة الأسترالية تشعر بارتياح، لأن طلب الشابة السعودية في تايلاند رهف محمد القنون الحصول على حماية تجري دراسته" من قبل المفوضية السامية للاجئين لدى الأمم المتحدة.
وأضاف: "أي طلب من جانب القنون للحصول على تأشيرة إنسانية ستتم دراسته بعناية، بعد انتهاء إجراءات مفوضية اللاجئين". وقال وزير الصحة غريغ هانت: "إذا تبيّن أنها لاجئة، عندها سندرس بجدية حقيقة وفعلية إمكانية منحها تأشيرة إنسانية".