800 ألف موظف بحالة “بطالة مؤقتة”.. إغلاق جزئي للحكومة الأميركية بعد تعثر الاتفاق بين الكونغرس وترامب

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/22 الساعة 19:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/22 الساعة 19:59 بتوقيت غرينتش
الكونغرس الأميركي/ رويترز

خيمت أجواء من الفوضى السبت 22 ديسمبر/كانون الأول، على واشنطن مع بدء الحكومة الأميركية فترة الأعياد بإغلاق جزئي لإداراتها بعد فشل الكونغرس في إقرار الميزانية واصطدام المفاوضات حولها بإصرار الرئيس دونالد ترامب الحصول على تمويل لبناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وتوقفت عمليات العديد من الوكالات الأساسية السبت على الرغم من مفاوضات اللحظة الأخيرة التي استمرت في الكونغرس، بين مسؤولي البيت الأبيض وقادة الكتل البرلمانية.

800 ألف موظف بحالة "بطالة مؤقتة"

وسيستمر العمل في الأجهزة الأمنية الأساسية، لكن نحو 800 ألف موظف فدرالي سيتاثرون والعديد منهم أصبحوا في بطالة مؤقتة، قبل أيام من عيد الميلاد ومن يعد عملهم ضرورياً سيعملون بدون أجر.

وبينما بدأ العديد من الأميركيين والسياح العطلة قبل رأس السنة، أغلقت بعض المتنزهات الوطنية أبوابها بالكامل، في حين ظل البعض الآخر مفتوحاً ولكن دون أي خدمات للزائرين بما في ذلك دورات المياه والصيانة. في حين قدم حاكم نيويورك تمويلاً لإبقاء تمثال الحرية وجزيرة إيليس مفتوحة.

في السياق، دفعت حالة من الغموض "وول ستريت" إلى إنهاء أسوأ أسبوع منذ أواخر عام 2008 مع بدء الأزمة المالية العالمية.

لكن يبقى من غير الواضح إلى متى سيستمر الإغلاق مع عدم قدرة واشنطن على إتمام إحدى مهامها الأساسية، أي إبقاء الحكومة تعمل.

وقال الرئيس الوطني لاتحاد الموظفين الحكوميين ديفيد كوكس "هذا تقصير من قبل الكونغرس والرئيس في واجباتهما".

وكان ترامب قد أثار بعض الآمال الجمعة بقوله إن الإغلاق "لن يستمر طويلاً"، بعد تصريحه في وقت سابق أنه جاهز لمثل هذا.

ومع أن حزبه الجمهوري لا يزال يسيطر على الكونغرس بمجلسيه، إلا أن الوضع سيتغير في كانون الثاني/يناير عندما يتحول مجلس النواب إلى سيطرة الديمقراطيين.

وحض رالف نورثام حاكم ولاية فرجينيا التي يوجد فيها عدد هائل من الموظفين الحكوميين في رسالة السبت الرئيس الأميركي على القيام بعمل فوري لإنهاء الإغلاق الحكومي، وقال إن هذا "يتسبب بأضرار حقيقية" للعمال.

وقال الحاكم الديمقراطي "أشاركك رغبتك من أجل نمو اقتصادي قوي من الولايات المتحدة، لكن الإغلاق الحكومي الجزئي يجعل من الصعب تحقيق ذلك".

ترامب يلقي باللوم على خصومه

وتملك نحو ثلاثة أرباع الإدارات الحكومية بما في ذلك الجيش ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية تمويلاً كاملاً حتى نهاية أيلول/سبتمبر 2019، وتصبح 25 % منها السبت بلا تمويل.

وسيتم إرسال معظم موظفي إدارة الطيران والفضاء (ناسا) إلى منازلهم، إضافة إلى موظفي وزارة التجارة والكثيرين في إدارات وزارة الأمن القومي والعدل والزراعة والخارجية.

وقال ترامب في وقت سابق الجمعة "الأمر متروك للديمقراطيين فيما إذا كنا سنغلق هذه الليلة أم لا"، ملقياً بالمسؤولية في هذه الأزمة على خصومه السياسيين.

وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري بوب كوركر إنه إذا تم التوصل في النهاية إلى اتفاق، يمكن أن يمر بسرعة في الكونغرس ويصل إلى مكتب الرئيس.

وقال جون كورنين العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ لفرانس برس إن أحد محاور النقاش كان تمويلاً بقيمة 1,6 مليار دولار لأمن الحدود الذي كان جزءاً من تشريع عالق في مجلس الشيوخ.

لكن من المرجح أن يقف المحافظون في مجلس النواب عائقاً أمام هذا الرقم. وقال عضو الكونغرس مارك ميدوز وهو من المحافظين المتشددين ورئيس "مجمع حرية المجلس" للصحافيين في ختام اجتماع مغلق في الكونغرس، "لم يكن هناك اتفاق".

وأضاف: "هناك الكثير من الأرقام التي يتم طرحها"، لكن تمويلاً بحد أقصى يبلغ  1,6 مليار دولار لأمن الحدود "غير مقبول". ورفض ترامب الخميس قراراً مرره مجلس الشيوخ بالإجماع وكان تحت الدرس في مجلس النواب.

وبموجب هذا الحل يتم تمديد الإنفاق الحكومي حتى 8 شباط/فبراير دون أن يتضمن تخصيص أموال لبناء جدار على حدود المكسيك، وهو مشروع حارب ترامب كثيراً من أجله وكان أساسياً خلال حملته الرئاسية.

ووصف الديمقراطيون ترامب بأنه مثل شخصية "غرينش" الذي سلب اتفاق نهاية العام منهم، وبدا أن الرئيس لن يتزحزح عن موقفه.

تحميل المزيد