قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إنه لا يوجد تقدم بعد لحل الحصار المفروض على قطر وأن دول الحصار متمسكين بالتضييق على قطر.
وكشف الوزير القطري في مقابلة مع تلفزيون CNBC الأميركي، مساء الأحد 16 ديسمبر/تشرين الأول 2018، أنه لم يستجب أحد من دول الحصار لدعوة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، التي أطلقها في الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي لتجاوز الأزمة والجلوس إلى طاولة الحوار.
وقال: "ليس هناك أي تقدم في تجاوز الأزمة الخليجية وكسر حصار قطر، الذي فرضته المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين منذ عام 2017".
سبب غياب أمير قطر عن قمة الرياض
وحول غياب أمير قطر الأمير تميم بن حمد عن حضور قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، 9 ديسمبر/تشرين الأول، كشف محمد بن عبدالرحمن آل ثاني للمرة الأولى أن "قطر لم تتغيب أبداً عن المشاركة في أنشطة وفعاليات مجلس التعاون الخليجي".
لكنه قال: "الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت دعا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، زعماء الدول الخليجية إلى الاجتماع للتباحث في المسائل العالقة، غير أن دول الحصار بعثت بممثلين لها".
وتساءل وزير الخارجية القطري: "لماذا يتوقع أن يلبي حضرة صاحب السمو الدعوة لحضور قمة الرياض إلى جانب دول الحصار، في حال لم يتم احترام دعوة ومبادرة أمير الكويت في السنة الماضية؟".
مباحثات بين السعودية والكويت
وقال وزير الخارجية القطري في المقابلة مع تلفزيون CNBC الأميركي: "هناك مباحثات بين السعودية والكويت حول إمكانيات حل الأزمة، غير أن الموقف الواضح أنه لا يوجد تقدم في موقف دول الحصار لحل الخلاف القائم، فيما تحافظ قطر على موقفها وتدعم الوساطة الكويتية".
وقال وزير الخارجية القطري إن "اتهام قطر بدعم الإرهاب والتطرف وغيره من السيناريوهات التي يتم تكرارها لا معنى له، وما حدث في السنة ونصف الماضية جعل الناس يعرفون من يدعم الإرهاب".
هجوم قطري على الإمارات والسعودية
وهاجم محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الإمارات والسعودية، وقال في مقابلة مع تلفزيون CNBC الأميركي إن دولتي الإمارات والسعودية ترعيان عدداً من الأنشطة المشبوهة في الصومال واليمن وليبيا، بهدف زعزعة استقرار المنطقة.
واتهم الوزير القطري سياسة الرياض بأنها "سبب نشوب الاضطرابات في المنطقة، حيث أسهمت عبر سلسلة من القرارات في عدم الاستقرار بالمنطقة، لذا فإن الرياض هي المسؤولة عن الاضطرابات المتزايدة في الشرق الأوسط".
وأضاف أن سياسة بلاده تختلف كلياً عن سياسة دولة الإمارات، حيث "تدعم أبوظبي أنظمة وحشية وانقلابات عسكرية في ليبيا، وتدعم زعزعة الاستقرار بالصومال، ودعم الفصائل المسلحة والانقسامات في اليمن، لذا فإن هذه السياسة تمثل عامل زعزعة الاستقرار بالمنطقة".
وقال آل ثاني إن دولة الإمارات "كثيراً ما كانت تسعى وراء أجندتها خلف حلفائها من السعوديين والأميركيين، ولها وجود عسكري كبير في اليمن، وقامت بتدريب ودعم جماعات انفصالية في الجنوب الذي مزقته الحرب، كما تقوم بدعم جماعات من تنظيم القاعدة وداعش في اليمن وتمولها بالسلاح والذخائر والمال".
وفي مقابلة مع صحيفة "Financial Times "، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إنه لم يكن هناك أي انفراج في الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي.
وأضاف: "لا يوجد تقدم حتى الآن يحدث مع الحصار"، مشيراً إلى أن أي بادرة نحو المصالحة يجب أن تأتي أولاً من الدول المحاصرة، خاصة من المملكة العربية السعودية.
وتساءل وزير الخارجية القطري: "ما الذي يمكن أن يُطلب من قطر كبادرة؟ كانت قطر موضوع هذا الهجوم الآن لأكثر من 18 شهراً. قطر كانت الضحية".
وأوضح: "لم تكن قطر هي من هاجم أياً من الدول المحاصرة". مؤكداً أنه على الرغم من رغبة قطر في الدخول في حوار مع الدول الأخرى ، فإن "الشيء الوحيد الذي تحتاج إلى فهمه قبل أن تأتي إلى الطاولة هو أن سيادتنا ليست موضوعاً للتفاوض".
وطأة الحصار الأولى
وبعد أن نجت قطر من وطأة الحصار الأولى، تسعى الآن إلى تقوية الروابط الدولية التي ساعدتها على تخطي الضغط من جيرانها الأكبر.
وقالت شركة قطر للبترول، المملوكة للدولة، الأحد الماضي، إنها ستستثمر 20 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة بعد أن قررت الدولة الغنية بالغاز التخلي عن مجموعة أوبك المنتجة للنفط التي يهيمن عليها السعوديون.
ومن المتوقع أن تعلن الدوحة التي تعد بالفعل أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العام المقبل عن شركاء أجانب لتوسيع حقل الغاز الشمالي العملاق في البلاد، حيث ترفع صادرات الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 40% ما يجعل الدولة الخليجية أقرب إلى الاقتصاد العالمي.