كشفت صحيفة ألمانية، أن الأمير محمد بن سلمان، "يعمل مع شركة استشارات في ألمانيا من أجل تلميع صورة ولي العهد السعودي " أمام الرأي العام الألماني"، وتحسين موقف الأسرة المالكة السعودية .
وقالت صحيفة "فيلت أم سونتاغ" في تقرير، الأحد 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن ولي العهد السعودي "يعمل منذ عام 2015 مع شركة WMP، لمنع انتشار آراء سلبية في ألمانيا عن الأسرة المالكة".
وأشارت الصحيفة، إلى أن محمد بن سلمان "كان يظهر مؤيداً للتجديد والعصرنة في بلاده؛ لكنه اليوم تحول إلى شخصية يداها ملطختان بالدماء، تُجوّع الأطفال وتمارس العنف على معارضيها وتقتلهم بوحشية".
اتفاقية من أجل تلميع صورة ولي العهد السعودي في ألمانيا
وبيّنت، أن "الأسرة المالكة في السعودية أبرمت اتفاقية بمئات آلاف اليوروهات مع الشركة المذكورة لتلميع صورتها أمام الرأي العام".
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن "شركة الاستشارات الألمانية كانت تجري مباحثات مع شخصيات صحفية وسياسية ورياضية بارزة في ألمانيا باسم المملكة".
ولفت التقرير إلى أن "فرانكفورتر العامة" و"زود دويتشه تسايتونغ"، من الصحف الألمانية التي "وجهتها الشركة لصالح تلميع صورة ولي العهد السعودية و العائلة المالكة السعودية ".
في المقابل، نفت الصحيفتان الألمانيتان ما ورد في تقرير "فيلت أم سونتاغ"، بينما قال صاحب شركة "WMP"، مايكل إيناكر، إنهم "لم يقوموا بشيء خاطئ".
وأضاف إيناكر: "نحن في الأساس لا نعمل مع الأشخاص، وإنما نقدم التوصيات للشركات أو الأشخاص التي تهتم بالمنطقة". وأقرّ "بمواصلة شركته التعامل مع السعودية" حتى بعد جريمة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.
واعتبر، أن ما جرى مع خاشقجي "جريمة ينبغي الكشف عن ملابساتها".
وذكرت الصحيفة الألمانية في تقريرها أيضًا أن من بين العاملين كمستشارين في الشركة، وزير المالية سابقا، هانز إيتشل، ورئيس شركة بورش سابقًا فيندلين فيدكينغ، ومدير سلسلة "ميترو" سابقًا إيكهارد كوردس، ورئيس تحرير صحيفة "بيلد" سابقًا هانز هيرمان تييدجي.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السعودية حول ما ورد في تقرير الصحيفة من معلومات.
اجتماع سعودي في مانهاتن مع "مؤثرين" في الرأي العام
خلال هذا الأسبوع، اتضح أنَّ الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات العامة السعودية وسفير السعودية لدى المملكة المتحدة سابقاً، عقد اجتماعاً مع مجموعة مختارة من المؤثرين في الرأي في إحدى الشُقق في مانهاتن يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث كان يُقدَّم الجبن وأصنافاً عديدة من اللحوم الباردة، في إطار سعيه لإقناعهم بأنَّ الرياض تُحقِّق بشكلٍ دؤوب في قضية مقتل خاشقجي.
من المفهوم على الأقل أنَّ اجتماعاً مماثلاً عُقد في لندن. وفي الوقت نفسه، أخبرت شخصيات عاملة في هذا المجال، الصحيفة البريطانية، بأنَّ السعوديين يسعون أيضاً إلى منح عقود مربحة جديدة للمختصين في "الاتصالات في أوقات الأزمات" في بريطانيا لمساعدتهم في الوصول إلى جمهورهم المستهدف و تلميع صورة ولي العهد السعودي .
مَهمة شاقة تنتظر العائلة المالكة السعودية
يقول أحد كبار الشخصيات في صناعة العلاقات العامة والضغط كان عمل سابقاً مع السعوديين، إنَّ أي شخص سيقبل هذا العمل سوف يواجه مهمة شاقة من أجل تلميع صورة ولي العهد السعودي أو الأسرة المالكة السعودية .
يقول المصدر للصحيفة البريطانية: "يواجه السعوديون الآن أكثر المشاكل إرعاباً مع العلاقات العامة السياسية، ربما سيكون من الأسهل أن تتعامل مع شخص مثل بشار الأسد، الذي لم يتظاهر على الأقل بأنَّه أي شيء آخر غير الوحش الذي يبدو عليه. بالنسبة للسعوديين، يكمن الخطر في أنَّ الأمر يبدو الآن وكأنَّ النفاق هو جوهر ما يفعلونه".
كما أن الحماسة السابقة لشركات الاستشارات للعمل مع السعوديين قد تضاءلت بشكلٍ كبير.
فقد قال العديد من الشركات التي تتخذ من لندن مقراً لها، والتي سبق لها أنَّ أبرمت عقود عمل مع المملكة، بما في ذلك شركة ماثيو فرويد للعلاقات العامة، وشركة Pagefield Global Counsel، إنَّهم لم يعودوا يعملون مع السعودية، وإنَّ الصفقات السابقة قد انتهت مدتها قبل حادث إسطنبول. وقالت شركة Milltown Partners، التي يديرها الرئيس السابق لفريق الاتصالات الخاص بالأمير تشارلز، إنَّه ليس لديها عقود في المنطقة حالياً.
وقال مصدر آخر للصحيفة، عمل في مجال العلاقات العامة التي من بين مهامها تلميع صورة ولي العهد السعودي : "عندما أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد، هرعت الكثير من الشركات إلى السعودية. حسناً، إنَّهم يدفعون مبالغ جيدة للغاية، لكن ذلك لم يكن الدافع الرئيسي، فهناك الكثير من الأنظمة في المنطقة على استعداد لدفع المبالغ نفسها".
وتابع بالقول: "كان الناس ينتظرون أن يتخذ السعوديون خطوات نحو الإصلاح، وهذا أمر تود أي شركة علاقات عامة ذات سمعة جيدة أن تساعدهم فيه. عندما يبدو أنَّ هذه العملية تنتكس في ضوء مقتل خاشقجي، ستجد الكثير من الشركات تتراجع".