فيما يبدو أنها خطوة للتهدئة بين الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ، عقد السبسي الخميس 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مؤتمراً صحافياً، تطرّق فيه لعلاقته بالشاهد، على ضوء الأزمة الأخيرة بينهما، على خلفية التعديل الحكومي الذي أعلن عنه الشاهد يوم الإثنين 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال الرئيس التونسي، لا إشكالية ولا يوجد خلاف مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، متابعاً: "لسنا في نفس المستوى، أنا رئيس دولة، ويجب احترام مقام رئيس الدولة".
"أنا فوق الأحزاب" ومهمتي السهر على حسن تطبيق القانون
وبخصوص دستورية التعديل الحكومي من عدمه، علّق رئيس الجمهورية على تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني، الذي قال "إن الفصل 89 من الدستور يمنح لرئيس الحكومة الحق في تغيير تركيبة حكومته دون استشارة رئيس الجمهورية، ما عدا تغيير وزيري الدفاع والداخلية، في حين أن التعديل الوزاري لم يشملهما".
الندوة الصحفيّة لرئيس الجمهورية الخميس 08 نوفمبر 2018
الندوة الصحفيّة لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بقصر قرطاج الخميس 08 نوفمبر 2018
Gepostet von Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية am Donnerstag, 8. November 2018
وقال الباجي قايد السبسي إن الفصل المذكور من الدستور يُلزم رئيس الحكومة أيضاً بإعلام رئيس الدولة بكل ما يقرّره، وتابع: "أنا فوق الأحزاب، ومهمتي السهر على حسن تطبيق القانون، لذلك لن أنزل إلى الحضيض".
وأضاف خلال ندوة صحافية عقدها، الخميس 8 نوفمبر/تشرين الثاني، حول التعديل الحكومي، أنه لم يوافق على التعديل، لأن بعض الوزراء الجدد لا يعرفهم، وطلب من الشاهد تأجيل الإعلان عن التعديل حتى يتسنى له الاطلاع على السِّير الذاتية للوزراء، لكن الشاهد رفض، وقرَّر بمفرده الإعلان عنه يوم الإثنين الماضي.
الباجي قايد السبسي مستعد للرحيل، ولا أقبل أن أكون "ساعي بريد "
أكد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أنه إذا كان رئيس الحكومة يعتبر أن رئيس الدولة غير موجود، فإنه مستعد للمغادرة، وقال: "إذا رئيس الحكومة يعتبر الرئيس مش موجود تو أنا نمشي على روحي".
غير أنه عاد ليؤكد أنه حريص على احترام الدستور، وأضاف أن الأمور تسير في اتجاه غير صحيح، مشيراً إلى أن البعض يعتبر رئيس الجمهورية ساعي بريد "بوسطجي" بين الحكومة ومجلس نواب الشعب، و"أنا نحترم البوسطجية ومنيش بوسطجي".
وحركة "النهضة" تستنكر محاولات "بث الفتنة" بينها وبين الرئيس
استنكرت حركة "النهضة" التونسية، الخميس 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، محاولات "بث الفتنة" بينها وبين رئيس البلاد الباجي قايد السبسي، على خلفية موقفها من التعديل الوزاري. وأكدت "النهضة" (68 نائباً/ 217)، في بيان تلقت "الأناضول" نسخة منه، أن دعم الرئيس الحكومة "ضمانة أساسية لنجاحها واستقرارها".
وأضافت أنها تؤكد مجدداً، أن "احترام مؤسسة الرئاسة من مقتضيات احترام الدولة". وأعربت حركة "النهضة" عن تقديرها لـ "جهود الرئيس الباجي قايد السبسي في إعلاء الراية الوطنية والنأي بالبلاد عن الأزمات الداخلية والخارجية".
ورأت الحركة وفق ما نقلته وكالة "الأناضول"، أن "التباين في وجهات النظر حول موضوع الاستقرار الحكومي لا يعني تنكراً له أو سعياً للقطيعة معه". وأكدت "النهضة"، في بيانها، أهمية القيام بتعديل وزاري جزئي، بما يحقق الاستقرار الحكومي والتركيز على معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها البلاد
من جهة أخرى، رفضت "النهضة" ما وصفتها بـ "الحملات الإعلامية والدعائية التي عمدت إليها -ولا تزال- بعض قيادات حركة (نداء تونس) بهدف المزايدة والتشويش على العلاقة الإيجابية والمثمرة بين الحزبين".
واعتبرت "النهضة" أن العلاقة بين الحزبين (النهضة والنداء) أسهمت في "تنقية المناخ السياسي بالبلاد في السنوات الأربع الأخيرة، وأسست لتوازن عقلاني بين مكونات المشهد السياسي الوطني، وزادت من فرص نجاح الانتقال الديمقراطي".