قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن المقاطعة السياسية والاقتصادية التي تفرضها دول عربية أخرى على بلاده أضعفت مجلس التعاون الخليجي في وقت تعاني فيه المنطقة من عدم الاستقرار، لكنه أبدى أمله في أن تمر الأزمة.
واستعرض الشيخ تميم الإنجازات الاقتصادية لقطر على مدى العام المنصرم رغم العقوبات التي تفرضها السعودية ودول عربية أخرى منذ يونيو/حزيران 2017 قائلاً إن الدوحة ستحافظ على موقعها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وأضاف أن الصادرات نمت 18% العام الماضي بينما تقلص الإنفاق 20 %.
وتابع أن العملة القطرية حافظت على قيمتها منذ اندلاع النزاع في العام الماضي، وأنه جرى تنويع موارد الاقتصاد للتغلب على أثر العقوبات المفروضة من دول عربية أخرى.
مجلس التعاون فشل في تحقيق أهدافه
ومنذ 5 يونيو/حزيران 2017، تتعرض قطر لمقاطعة من جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بدعوى "دعمها للإرهاب"، بينما تنفي الدوحة بشدة هذه الاتهامات، وتقول إن الهدف منها هو "السيطرة على قرارها الوطني".
وأكد الشيخ تميم أن استمرار الأزمة الخليجية كشف إخفاق مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبه.
وأضاف: "إن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا من خلال احترام سيادة الدول".
وأعرب عن أمله في أن "يُستفاد من الأزمة الراهنة في تطوير المجلس على أسس سليمة تشمل آليات لحل الخلافات وتضمن عدم تكرارها مستقبلاً".
تردي الوضع العربي يؤثر على مواجهة الأوضاع في فلسطين وسوريا واليمن
وقال أمير قطر، إنه يأسف لاستمرار النزاع مع دول عربية أخرى.
وأضاف: "تردي الوضع العربي، بما فيه الخليجي، يفقد الوطن العربي الحصانة والقدرة على مواجهة تفاقم القضايا المختلفة التي نعاني منها في فلسطين وسوريا واليمن وليبيا وغـيرها، ويضعف دولنا ويعرض علاقاتنا البينية للاختراق".
وحول الشأن الفلسطيني، دعا أمير قطر، عبر كلمته، المجتمع الدولي إلى "وضع إسرائيل أمام مسؤولياتها لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني".
وقال: "في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي وغياب الإرادة للتوصل إلى سلام شامل وعادل، وفرض سياسة الأمر الواقع فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى وضع إسرائيل أمام مسؤولياتها لوقف جميع الممارسات غـير المشروعة بحق الشعب الفلسطيني، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، ووقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
كما دعا إلى وحدة الشعب الفلسطيني وتجاوز الانقسام.
وعن الأزمة السورية، أكد أمير قطر أن بلاده "حريصة على أن تبقى سوريا وطناً موحداً".
وشدد على أن بلاده "تدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لإنجاح الحل السياسي الذي يُخرج سوريا من أزمتها ويلبي تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والأمن والاستقرار، وفقاً لبيان جنيف 1، وسنواصل تقديم كافة أوجه الدعم للشعب السوري الشقيق".
وعن الحرب في اليمن، قال: "نؤكد على موقفنا الثابت بالحرص على استقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه".
وأضاف: "ندعو جميع الأطراف لوقف الاقتتال واللجوء إلى الحوار لحل هذه الأزمة سياسياً، فقد ثبت أنه لا يوجد حل عسكري للخلافات اليمنية".
كما تطرق أمير قطر للأزمة الليبية، وأكد على مواصلة بلاده دعمها لجهود حكومة الوفاق الوطني والمبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة.