قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة شرعت في محاسبة المسؤولين السعوديين المتهمين في قضية مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضح المسؤول الأميركي في لقاء مع "فوكس نيوز" الأميركية، الأحد 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2018: "بدأنا في محاسبة بعض المسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي ، وسنحاسب جميع المسؤولين في تلك القضية"، مضيفاً أن واشنطن ألغت تأشيرات 16 شخصاً من المتهمين في قضية مقتل جمال خاشقجي.
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن واشنطن تقوم باتّصالات يومية مع كل من تركيا والسعودية، وقال: "نعمل بحكمة في تقصِّي الحقائق حول مقتل خاشقجي".
هاتف خاشقجي يُرعب الفريق الذي قتله
وقال مصدر أمني لقناة الجزيرة، إن الفريق الذي قام بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بدأ فور التخلص منه في البحث عن هاتفه، وإنهم أصيبوا بالرعب والارتباك عندما لم يجدوه معه، وفق ما بيَّنته التسجيلات الصوتية التي بحوزة السلطات التركية.
وأضاف المصدر، الأحد 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أن ارتباك فريق الاغتيال يدلّ على أن هناك معلومات مهمة في هاتف خاشقجي، كان القتلة يريدون الحصول عليها، لكن الرجل كان تَرَكه مع خطيبته التي انتظرته خارج مبنى القنصلية.
المصدر قال أيضاً إن كل المستويات السعودية التي تخاطبت مع السلطات التركية طلبت الحصول على هاتف خاشقجي، ومِن بين مَن طلبوه المدعي العام السعودي، الذي أصرَّ على الحصول على الهاتف لفحصه ومعاينته، لكن الجانب التركي رفض.
بينما أردوغان يتعهَّد بمواصلة الكشف عن حقيقة مقتل جمال خاشقجي
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السعودية مجدداً، على خلفية مقتل جمال خاشقجي ، وصعَّد الضغط على المملكة بمناشدته حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليكون وسيلة لضمان معاقبة مُرتكبي الجريمة.
وفي مقال رأيٍ نُشِر بصحيفة The Washington Post الأميركية، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني، كرَّر رجب طيب أردوغان تأكيدَه على أنَّ أمر قتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، صدَرَ من "أعلى المستويات بالحكومة السعودية"، بحسب صحيفة The New York Times الأميركية.
لكن في الوقت ذاته، قال أردوغان إنَّه لا يعتقد أنَّ الملك سلمان كان هو مَن أَمَرَ بقتل خاشقجي. وبدا أنَّ في ذلك إشارة إلى أنَّه يُلقِي باللوم على ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وكتب أردوغان في صحيفة The Washington Post، وهي الصحيفة ذاتها التي كانت تنشر مقالات خاشقجي: "يجب ألَّا يجرؤ أحدٌ مجدداً على ارتكاب أفعالٍ كتلك على أرض دولةٍ حليفة بالناتو. جريمة قتل جمال خاشقجي كانت انتهاكاً صريحاً وإساءة استعمال صارخةً لاتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية. وعدم معاقبة الجُناة قد يُسجِّل سابقةً شديدة الخطورة".