قالت وزارة الخارجية الأميركية إن صلاح خاشقجي، الابن البكر للصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل في قنصلية بلاد بإسطنبول، "في طريقه من السعودية إلى الولايات المتحدة".
ويأتي إعلان الخارجية الأميركية ليؤكد الأخبار التي تم تداولها الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، نقلاً عن مصادر مقربة من عائلة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، بكون ابنه الأكبر، صلاح، غادر السعودية.
وغادر صلاح خاشقجي المملكة أمس الأربعاء. وقال أحد المصدرين إنه يحمل الجنسيتين السعودية والأميركية، وإنه كان يخضع لحظر سفر.
وامتنع المصدران عن كشف المكان الذي سيتوجه إليه، أو أي تفاصيل تتعلق بمغادرته.
من جهة أخرى، قالت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، ساره ليه ويتسون، لوكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن صديق للعائلة إن "صلاح وعائلته في طائرة متوجهة الآن إلى واشنطن".
ولم ترد أي تعليقات في الوقت الحاضر من مسؤولين سعوديين، غير أن ويتسون قالت إنه سمح لصلاح خاشقجي بالخروج من المملكة بعد رفع حظر السفر المفروض عليه.
وكان نجل خاشقجي قد ظهر قبل يومين بالقصر الملكي السعودي، بناء على طلب من الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
Khashoggi's son Salah has left KSA after previously being barred from leaving the country, @eliselabottcnn reports. He's a dual US-Saudi citizen. pic.twitter.com/p7S8OD3McZ
— Alexander Marquardt (@MarquardtA) October 25, 2018
وأثارت صورة لنجل خاشقجي وهو ينظر لمحمد بن سلمان أثناء مصافحته في القصر الملكي بالرياض تضامناً كبيراً في الصحف العالمية، على اعتبار أن المتهم الأول في مقتل الصحافي السعودي هو الأمير محمد بن سلمان.
وقُتل خاشقجي فور دخوله مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، وبحسب وسائل إعلام تركية فإن فريق الاغتيال السعودي قطع جثته ووضعها في حقائب بلاستيكية وهرّبوها خارج القنصلية.
وأعلنت السعودية، الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، للمرة الأولى، أنها تحقق في معلومات وردتها من تركيا، مفادها أن المشتبه بهم في قضية قتل جمال خاشقجي "أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة".
وكانت الرياض أكّدت السبت الماضي، بعد 17 يوماً من الإنكار، أنَّ خاشقجي قُتل عن طريق الخطأ في قنصليتها في إسطنبول، خلال "شجار" مع عناصر أتوا للتفاوض معه حول عودته إلى المملكة. وشكَّكت دول ومنظمات عدة في الرواية السعودية.
السعودية تعترف لأول مرة بالقتل العمد
وأعلنت النيابة العامة في بيان الخميس، أنها تلقَّت "معلومات من الجانب التركي الشقيق من خلال فريق العمل المشترك" تشير إلى أن "المشتبه بهم في تلك الحادثة قد أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة".
وأضافت أنها "تواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء ما وردها، وما أسفرت عنه تحقيقاتها من وصول إلى الحقائق إن شاء الله، واستكمال مجريات العدالة".
وبحسب السلطات التركية، قُتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، على أيدي فريق جاء من السعودية خصيصاً لتنفيذ العملية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، إن الجريمة "تم التخطيط لها" قبل أيام.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس: "لا تزال هناك أسئلة بحاجة إلى أجوبة" بشأن قتل خاشقجي"، مضيفاً: "من الذي أعطى الأوامر؟" لقتل الصحافي، و"أين الجثة؟ لقد أكّدتم أنهم فعلوها، لكن لماذا لا تقولون (أين هي)؟".
وعاش خاشقجي في الولايات المتحدة منذ 2017 وإلى حين مقتله، وكان كاتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، وناقداً لسياسات المملكة.
ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ألمحت بعض التقارير إلى تورُّطه في عملية القتل، الأربعاء، مقتل الصحافي بـ"الحادث البشع"، متعهِّدا بتقديم المذنبين للعدالة "لأخذ العقاب الرادع".
وكان الأمير محمد يتحدث في اليوم الثاني من منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي نظمه صندوق الاستثمارات العامة في فندق "ريتز كارلتون"، واختتم أعماله الخميس.
وقال الأمير محمد: "الحادث (…) مؤلم جداً لجميع السعوديين، خاصة أنني مواطن سعودي، وأعتقد أنه مؤلم لأي إنسان موجود في العالم، وحادث بشع غير مبرَّر تماماً".