أبدى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تفاؤله باقتصادات المنطقة، مشيراً إلى أنها تسجل تطورات لافتة، "بما فيها قطر رغم اختلافنا معها".
جاءت تصريحات ولي العهد السعودي، على هامش مشاركته في جلسة حوارية بمنتدى مستقبل الاستثمار، الذي بدأت أعماله الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في العاصمة السعودية الرياض، ويستمر حتى الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وشارك على منصة الجلسة إلى جانب ولي العهد السعودي، كل من رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة.
ويشهد المنتدى مقاطعة دولية واسعة، على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بقنصلية بلاده في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
أول مرة منذ الحصار
وتعد تصريحات ولي العهد السعودي بشأن قطر هي الأولى، منذ إعلان المملكة إلى جانب الإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة الدوحة وحصارها منذ يونيو/حزيران 2017.
وقال بن سلمان: "حتى اقتصاد قطر قوي، وسيكون مختلفاً ومتطوراً بعد 5 سنوات.. دول المنطقة هي (أوروبا الجديدة) اقتصادياً".وأشاد ولي العهد السعودي بتطورات إمارة دبي بقيادة الشيخ محمد بن راشد، وقال: "لقد رفع السقف، ونستطيع أن نرى أبوظبي تحركت سريعاً، وكذلك البحرين".
وذكر أن التطور الحاصل في دبي "لا شيء مقارنة بما سيحدث في السنوات الخمس القادمة بالبحرين.. وكذلك الكويت والأردن وسلطنة عمان.. مصر حققت 5% نمواً في اقتصادها، والبطالة تنخفض بتسارع كبير، وتزايدت وحدات الإسكان، ورأيت في مصر العمال يبكون لاستعادة مصر القوية العظمى".
وبشأن اقتصاد بلاده، أشار محمد بن سلمان إلى أن الأرقام تتحدث عن نمو الاقتصاد السعودي الحقيقي؛ إذ تضاعفت الإيرادات غير النفطية 3 مرات خلال آخر عامين.
وأضاف أن بلاده أقرت موازنة في 2019 تفوق تريليون ريال سعودي (267 مليار دولار)، وسط تزايد في الإنفاق الرأسمالي والتشغيل.
وتوقَّع تحسُّن أرقام البطالة في العام القادم (2019)، لتصل إلى 7% بحلول 2030، مقارنة مع 12.9% في الربع الثاني 2018.
وأقيم منتدى مستقبل الاستثمار، المعروف بـ "دافوس الصحراء"، على الرغم من انسحابات كبيرة لقيادات من دول وشركات ومؤسسات عالمية، على خلفية جريمة مقتل الصحافي خاشقجي.
السعودية أقرت بمقتل خاشقجي
وبعد 18 يوماً على وقوع الجريمة، أقرت الرياض، فجر السبت 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول.
لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصاً، كلهم سعوديون، للتحقيق معهم على ذمة القضية، في حين لم توضح المملكة مكان جثة خاشقجي.
غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحافية، أن "فريقاً من 15 سعودياً، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، لتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
والثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة خاشقجي "عملية مدبَّرة وليست صدفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي".