أعلن الأردن الأحد 22 يوليو/تموز 2018 أنه وافق على مرور 800 من عناصر "الخوذ البيضاء" السوريين، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، لإعادة توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا، وذلك بعيد إعلان إسرائيل أنها قامت بإجلائهم إلى المملكة.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد إن "الحكومة أذنت للأمم المتحدة بتنظيم مرور حوالي 800 مواطن سوري عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية (…) هي بريطانيا وألمانيا وكندا".
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أعلنت أنه تم إجلاء 800 من عناصر "الخوذ البيضاء" وعائلاتهم إلى إسرائيل ونُقلوا بعدها إلى الأردن.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان "إنها خطوة إنسانية استثنائية"، مشيراً إلى أن عناصر الخوذ البيضاء مهددون بالتسميم وبالقتل من جانب النظام.
الدول الأوروبية تتعهد باستقبالهم
وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية إن الدول الغربية الثلاث "قدمت تعهداً خطياً ملزماً قانونياً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم"، مؤكداً أنه "تمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة".
وأكد أن "تنظيم عملية مرور المواطنين السوريين يتم بإدارة الأمم المتحدة، وأنها لا ترتب أي التزامات على الأردن".
وأوضح أن "هؤلاء المواطنين السوريين سيبقون في منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم التي التزمت الدول الغربية الثلاث على أن سقفها ثلاثة أشهر".
وبحسب الكايد فإن "هؤلاء المواطنين السوريين الذين كانوا يعملون في الدفاع المدني في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، فروا بعد الهجوم الذي شنه جيش النظام السوري على تلك المناطق".
الأردن "يتحمل التبعات"
ولفت الناطق إلى أن "الاْردن الذي يستضيف 1,3 مليون شقيق سوري لم ولن يتوانى عن أداء واجبه الإنساني رغم الأعباء الكبيرة التي يضعها ذلك على المملكة".
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أن "إسرائيل تحافظ على سياستها بعدم التدخل في النزاع السوري ولا تزال تعتبر النظام السوري مسؤولاً عن كل الأعمال التي تحصل على الأراضي السورية".
وشدد على أن "هذه العملية لا تمثل تغيراً في سياسة إسرائيل التي ترفض استقبال اللاجئين السوريين على أراضيها".
وتقدم إسرائيل مساعدات غذائية وطبية للاجئين مدنيين في جزء هضبة الجولان الذي تسيطر عليه سوريا بعد هروبهم من المعارك في جنوب البلاد.
وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 جزءاً من مرتفعات الجولان السورية الواقعة على الحدود بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب.