أغار الطيران الإسرائيلي مجدداً على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، مستهدفاً هذه المرة منطقتي الشياح وبرج البراجنة، بينما هرعت سيارات الإسعاف للمكان، فيما وجه إنذارات سكان مناطق في لبنان بـ"الإخلاء".
ومساء السبت، شن الاحتلال غارة أولى على منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت، وأخرى على منطقة برج البراجنة في ذات الضاحية، وفق مراسل الأناضول.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية من جهتها بأن سيارات الإسعاف تهرع إلى الشياح إثر الغارة الإسرائيلية الجديدة.
وفي وقت لاحق، ادعى الجيش الإسرائيلي إنه اغتال مسؤولاً بارزاً في استخبارات "حزب الله"، خلال غارات شنها على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، عاصمة لبنان.
وأضاف في بيان: "قضت طائرات سلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية في الضاحية الجنوبية لبيروت على حسن خليل ياسين المسؤول في ركن الاستخبارات في حزب الله".
وادعى أن ياسين "ترأس المديرية المسؤولة عن استهداف أهداف عسكرية ومدنية على خط التماس وفي عمق إسرائيل".
إنذارات الاحتلال
يأتي ذلك فيما أنذر الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، سكان مناطق البقاع (شرق) وضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان بالإخلاء "حتى إشعار آخر، في حال تواجدوا قرب ممتلكات حزب الله".
ووجه متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان على تلغرام، تحذيره "لسكان لبنان، خاصة المتواجدين في منطقة البقاع (شرق) وضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان".
وقال أدرعي: "إذا تواجدتم بالقرب من ممتلكات حزب الله (وسائل قتالية، مصالح أو أي منشأة أخرى تابعة له)، حفاظاً على سلامتكم وسلامة عائلاتكم، نناشدكم بالابتعاد عن المنطقة وعدم العودة حتى إشعار آخر".
وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اعتزامها إخلاء المستشفيات في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت "بسبب تطورات العدوان الإسرائيلي"، بعد أن شهدت الضاحية، الليلة الماضية، غارات غير مسبوقة منذ حرب يوليو/ تموز 2006.
كما طالب الجيش، السبت، أهالي بلدة شبعا الحدودية جنوب لبنان إخلاء المنطقة، وفق مراسل الأناضول.
وتشهد عدة مناطق في لبنان حركة نزوح من السكان هربا من الغارات الإسرائيلية المتواصلة.
وبلغ عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة من قبل غرفة العمليات الوطنية في لبنان حتى مساء الجمعة، 86 ألفا و600 نازح، فيما بلغ عدد مراكز الإيواء 644، تشمل مدارس رسمية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات، وفق وحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر حتى صباح السبت عن 783 قتيلا بينهم أطفال ونساء، و2312 جريحا، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.
في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق "حزب الله" رشقات صاروخية على مواقع عسكرية ومستوطنات في شمال إسرائيل.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، منذ 8 أكتوبر، أسفر حتى السبت، عن "1640 شهيدا، منهم 104 أطفال و194 امرأة، و 8 آلاف و408 جرحى" لبنانيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وتطالب الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.