صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي غاراته على مناطق متفرقة من لبنان في حملة دموية واسعة، حيث قصفت مقاتلاته الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2024، منازل ومبان جنوبي لبنان، في حين رد حزب الله بقصف مدينة طبريا ومستوطنتي "كريات آتا" و"إيلانيا" شمال إسرائيل برشقات صاروخية.
وكالة الأنباء اللبنانية قالت إن عائلة من 9 أشخاص استُشهدت في غارة للعدو على منزل من ثلاثة طوابق في شبعا، حيث نفذت طائرات إسرائيلية عدوانًا جويًا واسعاً.
واستهدفت غارة إسرائيلية فجر اليوم مبنى في سهل بلدة دورس، في البقاع بشرق لبنان، كما استهدفت غارة ثانية مبنى عند مفترق بلدة إيعات بشرق لبنان أيضاً.
وأعلن جيش الاحتلال أنه نفذ "عشرات الغارات على بنى تحتية ومباني عسكرية وخلايا لحزب الله في مناطق عدة بجنوب لبنان".
كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ منتصف ليل أمس، سلسلة غارات عنيفة على مدينة النبطية، في جنوب لبنان، واستهدفت الغارات الإسرائيلية المتتالية ليلاً بلدات أخرى في الجنوب.
قصف شمال إسرائيل
في المقابل، أعلن "حزب الله" في بيان الجمعة، عن قصف مدينة طبريا ومستوطنتي "كريات آتا" و"إيلانيا" شمال إسرائيل برشقات صاروخية. وقال الحزب إنه "استهدف مدينة طبريا المحتلة مرتين، بالإضافة إلى استهدافه مستوطنة إيلانيا بصليات من الصواريخ".
وأوضح أن الصواريخ التي استهدفت مستوطنة "إيلانيا" من نوع "فادي 1″، في حين لم يحدد نوع الصواريخ المستخدمة في قصف طبريا.
وفي وقت سابق، أفاد "حزب الله" أن مقاتليه تمكنوا من قصف مستوطنة "كريات آتا" برشقة صواريخ "فادي 1″، والتي تم استخدامها لأول مرة الأحد الماضي.
الحزب أضاف أن هذا القصف يأتي دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وردًّا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.
إلى ذلك أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلي عبر حسابها بمنصة إكس، إصابة مستوطن بشظايا صاروخ أطلق من لبنان وسقط في منطقة الجليل الأسفل.
ومنذ الأسبوع الماضي، بدأ حزب الله استخدام صواريخ فادي للمرة الأولى منذ بدء الاشتباكات مع الجانب الإسرائيلي قبل قرابة عام، وهي صواريخ مساحية وليست نقطية، أي تصيب مساحات واسعة، بدلاً من نقاط محددة.
ومنذ الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، وأسفر عن أكثر من 728 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى 2658 جريحًا ونحو 390 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية الرسمية.
وفي المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق حزب الله مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر الموساد بتل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.
وتفرض إسرائيل، وفق تقارير دولية عديدة، رقابة صارمة على وسائل إعلامها بخصوص الخسائر البشرية والمادية جراء ضربات حزب الله لأسباب عديدة، بينها الحفاظ على معنويات الإسرائيليين.
وتعود هذه الرقابة إلى أن ما يحدث في جبهة لبنان يعد سابقة منذ نكبة 1948، لأنه يضرب العقيدة الأمنية الإسرائيلية القائمة على مبدأ نقل المعركة إلى أرض العدو، بينما وصلت الضربات إلى معظم أنحاء إسرائيل، بما فيها تل أبيب.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.