نقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية أن الجيش السوداني شن الخميس 26 سبتمبر/أيلول 2024 ضربات مدفعية وجوية في العاصمة السودانية الخرطوم، في أكبر عملية لاستعادة الأراضي هناك منذ بداية حربه على قوات الدعم السريع منذ 17 شهراً.
وأفاد شهود عيان للوكالة بوقوع قصف عنيف واشتباكات عندما حاولت قوات الجيش عبور الجسور عبر نهر النيل التي تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل العاصمة الكبرى، الخرطوم وأم درمان وبحري.
فيما قالت قناة الجزيرة الفضائية إن الجيش السوداني يعبر من أم درمان إلى الخرطوم والخرطوم بحري ويشتبك مع قوات الدعم السريع.
وواصلت قوات الدعم السريع أيضاً إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان في الأشهر القليلة الماضية في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق، ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص، وأوقع مناطق من البلاد في مجاعة شديدة.
وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى مع رفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من أجزاء أخرى من العاصمة.
وجاء هجوم القوات المسلحة، التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من اليوم.
مواجهات شرسة
كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر عسكري، قوله إن الجيش السوداني يخوض قتالاً شرساً مع قوات الدعم السريع في الخرطوم، وقالت "مواجهات مسلحة عنيفة في الخرطوم للمرة الأولى منذ أشهر".
من جهتها قالت صحيفة (السوداني) نقلاً عن مصادر عسكرية، "إن الجيش يعبر الكباري إلى الخرطوم ويشن هجوماً واسعاً على الميلشيا-في إشارة إلى قوات الدعم السريع- ومصرع مئات المتمردين".
وذكرت أن الجيش السوداني شنّ فجر اليوم، هجوماً برياً وجوياً واسعاً على قوات الدعم السريع في مدينة الخرطوم والخرطوم بحري، وعبرت قواته كوبري النيل الأبيض الرابط بين مدينة أم درمان والخرطوم.
وعلى صعيد التطورات السياسية، التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في نيويورك الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما سيجري مزيداً من اللقاءات مع رؤساء الدول والحكومات من مختلف دول العالم.
وناقش البرهان الحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وأهمية الحوار الحقيقي الذي يؤدي إلى تسوية سلمية شاملة عن طريق التفاوض.
ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي ترحيب بلاده بالتعاون مع كافة المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب ونزع فتيل الأزمة في السودان.
وشدد عبد العاطي على أهمية التوصل بأسرع وقت إلى وقف للقتال والعمل على نجاح المرحلة الانتقالية في السودان، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين.
ويعاني السودان جراء حرب متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.