شنت إسرائيل، مساء الخميس، 19 سبتمبر/ أيلول 2024، سلسلة غارات جوية مكثفة على عدة بلدات جنوبي لبنان، وسط مخاوف من توسع الحرب بين "حزب الله" وتل أبيب عقب تفجيرات على أجهزة لاسلكية في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، خلفت 37 قتيلا وآلاف الجرحى.
حيث قالت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية لرويترز إن إسرائيل نفذت عشرات الضربات في أنحاء جنوب لبنان، ووصفتها بأنها كانت من أعنف الضربات منذ بدء المواجهة في أكتوبر/تشرين الأول.
من جانبه ادعى الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت أهدافاً لحزب الله في جنوب لبنان خلال الساعات القليلة الماضية، حيث أصابت المئات من فوهات إطلاق الصواريخ التي كانت معدة لإطلاق الصواريخ على الفور باتجاه إسرائيل، حسب ادعائه.
وأضاف الجيش في بيان له أن الطائرات المقاتلة قصفت منذ بعد ظهر اليوم نحو 100 قاذفة صواريخ تضم نحو 1000 فوهة إطلاق.
فيما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي "شن سلسلة غارات على المحمودية قرب العيشية وكسارة العروش في جبل الريحان في منطقة جزين (جنوبي لبنان)".
وأضافت الوكالة اللبنانية أن "الطيران المعادي (الإسرائيلي) أطلق 10 صواريخ باتجاه بركة الجبور (جنوب)".
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، 19 سبتمبر/أيلول 2024، أن "الحرب مع حزب الله دخلت مرحلة جديدة"، وذلك بعد تفجيرات واسعة طالت أجهزة اتصالات في لبنان خلال اليومين الماضيين.
موجة التفجيرات هذه طالت آلافاً من أجهزة الاتصالات في لبنان، التي يحملها عناصر "حزب الله" بصورة خاصة، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً، وإصابة الآلاف، فيما حملت بيروت والحزب تل أبيب المسؤولية عن الهجوم.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة عن غالانت قوله خلال اجتماعه مع قادة عسكريين وأمنيين كبار، بينهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي: "هذه مرحلة جديدة من الحرب، فيها فرص كبيرة، لكنها تنطوي أيضاً على مخاطر كبيرة".
وأضاف غالانت: "أجرينا سلسلة من المناقشات المهمة خلال الأيام الأخيرة، وبناءً على ذلك فإن العمليات العسكرية على الحدود الشمالية (مع لبنان) مستمرة".
وتابع: "حزب الله يشعر بالغضب (جراء تفجيرات أجهزة الاتصالات)، وسنستمر في عملياتنا العسكرية".
وأوضح أن هدف إسرائيل "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، ومع مرور الوقت سيدفع حزب الله ثمنا متزايدا"، وفق تعبيره.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.