تشهد إسرائيل حالة من التأهب، تحسبًا لرد "حزب الله" على تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية من نوع "بيجر" في وقت سابق مساء الثلاثاء، 17 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 3 آلاف آخرين.
حيث أجرى وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الثلاثاء، تقييماً أمنياً مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي ومسؤولين عسكريين، على خلفية التوترات الأمنية مع لبنان.
وقال مكتب غالانت في بيان: " يجري وزير الجيش تقييما للوضع العملياتي مع رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي وكبار المسؤولين بالمؤسسة الأمنية"، دون مزيد من التفاصيل.
فيما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن تقييم الوضع الذي أجراه غالانت يأتي لبحث الاستعدادات لجميع السيناريوهات المحتملة.
وفي وقت سابق مساء الثلاثاء، أجرى هاليفي تقييماً للوضع "بمشاركة أعضاء منتدى هيئة الأركان بخصوص حالة الاستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كافة الجبهات"، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.
وقبل ذلك، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية محمومة مع غالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية في "الحفرة" (قاعة محصنة تحت الأرض) بالكرياه (مقر وزارة الدفاع) بتل أبيب لبحث الوضع في لبنان.
تأهب واسع
ودخلت المؤسسات المدنية في المناطق الشمالية حالة تأهب وعقدت اجتماعات مكثفة للتعامل مع أي رد محتمل، في حين نقلت وسائل إسرائيلية عن شهود عيان عن تحليق مكثف للطائرات العسكرية الإسرائيلية في الشمال.
وفي مدينة حيفا والخضيرة، تم عقد اجتماعات للبلديات خلال الساعات الماضية للوقوف على التطورات، وتم استنفار جميع عناصر الجبهة الداخلية في هذه المدن، تحسبا لأي تطور.
فيما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية عن مصدر أمني وصفته بـ"المطلع" قوله إن "التوترات مرتفعة جداً مع حزب الله وباتت على حافة الهاوية، وربما يجلس جميع المواطنين الإسرائيليين قريباً في الملاجئ".
ووفق مصدر صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإنه "تجري في الساعات الأخيرة مشاورات أمنية محمومة، مع وجود احتمال حقيقي لشن حرب ضد حزب الله".
واعتبر المصدر ذاته أن "الحرب (الإسرائيلية) في غزة قد استُنفدت، ويتوجه الجيش حالياً لحملة في الشمال".
تبني غير رسمي
ويتهم "حزب الله" إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، لكن تل أبيب لم تعلن مسؤوليتها رسميا حتى ساعة نشر هذا التقرير.
إلا أن موقع "والا" العبري أكد في وقت سابق مساء الثلاثاء، أن إسرائيل هي من تقف وراء الهجوم.
ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي "مطلع على التفاصيل" قوله: "تمت الموافقة على عملية تفجير أجهزة اللاسلكي من نوع بيجر بداية الأسبوع في إطار سلسلة من المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع من كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة المخابرات".
ونقل عن مصدر إسرائيلي آخر قوله إن إسرائيل "نفذت العملية من أجل فتح مرحلة جديدة في المعركة ضد حزب الله من ناحية، ولكن من ناحية أخرى، من أجل إبقاءها تحت عتبة الحرب الشاملة".
ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة "حزب الله"، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية.
وتسبب قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.