ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز ، الجمعة 30 أغسطس/آب 2024 ، أن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير قال إنه وموظفين كبارا آخرين في البنك اضطروا لمغادرة البلاد لحماية أرواحهم من هجمات محتملة من قبل فصيل مسلح.
وقال الكبير للصحيفة عبر الهاتف "المسلحون يهددون ويرهبون موظفي البنك ويختطفون أحيانا أطفالهم وأقاربهم لإجبارهم على الذهاب إلى العمل".
وأوضح أيضا أن محاولات رئيس الوزراء المؤقت عبد الحميد الدبيبة لاستبداله غير قانونية وتتعارض مع الاتفاقات التي تفاوضت عليها الأمم المتحدة بشأن السيطرة على البنك المركزي.
وتهدد أزمة السيطرة على مصرف ليبيا المركزي بمستوى جديد من عدم الاستقرار في البلاد، وهي منتج رئيسي للنفط ومنقسمة بين فصائل في الشرق والغرب تستمد الدعم من تركيا وروسيا.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقت سابق من الأسبوع إلى تعليق القرارات أحادية الجانب وإلغاء حالة القوة القاهرة بحقول النفط ووقف التصعيد واستخدام القوة فضلا عن حماية موظفي المصرف المركزي.
في سياق مواز قال مهندسان لرويترز إن إغلاق الحقول النفطية تزايد في ليبيا مع خفض الإنتاج من حقل السرير لما يقارب الإغلاق الكامل في ظل خلاف سياسي على السيطرة على البنك المركزي وعوائد النفط.
وأعلنت السلطات في شرق ليبيا، حيث تقع معظم حقول النفط، يوم الاثنين اعتزام وقف كل الإنتاج والصادرات رغم أن بعض الموانئ الواقعة تحت سيطرة السلطات في الشرق تعمل بشكل طبيعي اليوم الأربعاء.
وذكر المهندسان أن حقل السرير كان ينتج نحو 209 آلاف برميل يوميا قبل خفض الإنتاج.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط بالفعل حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة، أحد أكبر حقول النفط في ليبيا إذ تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف برميل يوميا. كما أفادت رويترز هذا الأسبوع بوجود اضطرابات في حقول الفيل والأمل والنافورة وأبو الطفل.
وقدرت مجموعة رابيدان للطاقة خفض الإنتاج بمقدار يتراوح بين 900 ألف ومليون برميل يوميا لعدة أسابيع.
لكن محللين قالوا إن أسعار النفط قد لا ترتفع رغم ذلك. وانخفضت أسعار خام برنت بنحو 1.6 بالمئة إلى 78.28 دولار للبرميل بحلول الساعة 1440 بتوقيت جرينتش.
ورغم حجم الكميات والمدة، قال فرناندو فيريرا مدير خدمة المخاطر الجيوسياسية في رابيدان لرويترز "لست متأكدا من أن ذلك يكفي للتغلب على المعنويات المنخفضة التي لا تزال تكتسح السوق تماما".
وفي يوليو /تموز2024 ، أنتجت ليبيا، عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، نحو 1.18 مليون برميل من النفط يوميا.
وقال خمسة مهندسين لرويترز إن الموانئ في منطقة الهلال النفطي تعمل بصورة طبيعية اليوم الأربعاء ولم تتلق أوامر بوقف التصدير حتى الآن.
وأضاف المهندسون أن هناك أربع سفن في موانئ المنطقة ومن المتوقع أن تحمّل كل منها كميات تبلغ 600 ألف برميل بصورة طبيعية. ويوجد سفينتان في ميناء السدرة وواحدة في البريقة وأخرى في الزويتينة.
وتأتي خطوة إيقاف المصدر الرئيسي للإيرادات في ليبيا ردا على إقالة المجلس الرئاسي، ومقره طرابلس، محافظ المصرف المركزي الليبي الصديق الكبير مما أدى إلى حشد فصائل مسلحة متنافسة لقواتها.
وقال رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة هذا الأسبوع إنه لا يجب السماح بإغلاق حقول النفط تحت "حجج واهية". وتولى الدبيبة رئاسة حكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس في عملية مدعومة من الأمم المتحدة في 2021.
والتقى قائد القوات الأمريكية في أفريقيا الجنرال مايكل لانجلي والقائم بالأعمال في السفارة الأمريكية جيريمي بيرنت أمس الثلاثاء القائد العسكري خليفة حفتر الذي يقود قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي تسيطر على شرق وجنوب البلاد.
وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا على منصة إكس "الولايات المتحدة تحث كل الأطراف المعنية في ليبيا على الانخراط في حوار بناء" بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي.
وأضافت "تقدم مبادرة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لاستضافة محادثات بين الأطراف الليبية الرئيسية مسارا للمضي قدما في حل الأزمة المتعلقة بمصرف ليبيا المركزي، وتحث سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة".