هاجمت عائلات الأسرى الإسرائيليين، الجمعة، 30 أغسطس/آب 2024، قرار المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" بشأن بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
وقالت العائلات في منشور على منصة إكس: "بعد نحو عام من الإهمال، لا يفوت نتنياهو أي فرصة للتأكد من عدم التوصل إلى اتفاق (تبادل الأسرى مع حماس)".
وأضافت: "لا يمر يوم دون أن يتخذ نتنياهو إجراءات ملموسة تعرض للخطر عودة جميع المخطوفين (الأسرى المحتجزين في غزة) إلى ديارهم".
وتساءلت العائلات: "في الأشهر الأولى من الحرب لم ترغب الحكومة الإسرائيلية بشن هجوم على فيلادلفيا ورفح وجنوب قطاع غزة، ماذا سيحدث لو انسحبنا من المحور لفترة محددة وسمحنا بالتوصل إلى الصفقة؟".
البقاء في محور فيلادلفيا
مساء الخميس، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، ضمن أي اتفاق مزمع لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وبذلك تبنى "الكابينت" رسميا موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن المحور.
وقالت هيئة البث العبرية، الجمعة: "صادق الكابينت في جلسته الليلة الماضية على الخارطة التي تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي على امتداد محور فيلادلفيا، في إطار صفقة تبادل محتملة" مع حركة "حماس".
وأضافت: "اتخذ الكابينت القرار بعد أن زودت إسرائيل الولايات المتحدة بالفعل بخرائط رسمها الجيش الإسرائيلي، كجزء من الاقتراح الذي تم تمريره إلى حماس من خلال وسطاء".
وأوضحت الهيئة أن "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ قرار سياسي رسمي بشأن الخطوط العريضة لاتفاق إطلاق سراح الرهائن".
ولفتت إلى أن "8 وزراء أيدوا القرار، وعارضه وزير الدفاع، يوآف غالانت، فيما امتنع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، عن التصويت".
وبالمقابل، أشارت الهيئة إلى أن "فريق التفاوض يعتقد أن الإصرار على استمرار الوجود على الحدود المصرية قد يمنع التوصل إلى اتفاق مع حماس".
الانسحاب من خان يونس
في سياقٍ موازٍ انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بعد عملية عسكرية استمرت اثنين وعشرين يوما، مخلفًا دمارًا واسعًا وجثامين في الطرقات وتحت أنقاض المنازل.
وأفاد مراسل الأناضول بأن قوات الجيش الإسرائيلي تراجعت من المناطق التي كانت تتوغل فيها إلى الأطراف الشرقية للمدينة بعد عملية عسكرية واسعة أطلقتها قبل اثنين وعشرين يوما.
وذكر أن مواطنين تمكنوا من انتشال جثامين عشرة فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية.
ووصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني إلى المناطق التي انسحب منها الجيش، للبحث عن ضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع.
ووفق شهود عيان، فإن انسحاب القوات الإسرائيلية من خان يونس كشف عن دمار هائل في مئات المباني السكنية والمنازل والطرقات و البنية التحتية جراء القصف وأعمال التجريف.
وذكر الشهود أن جثامين عدد من الشهداء الذين تم انتشالهم وُجدت متحللة جزئيا وأخرى نهشت الكلاب والقطط أجزاءً منها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في 9 أغسطس/آب 2024، بدء "عملية عسكرية هجومية" في خان يونس والتي سبق أن دخلها مرات عدة منذ بداية الحرب.
وفي 8 أغسطس/آب 2024 أمر الجيش الإسرائيلي أهالي غالبية أحياء مدينة خان يونس ومركزها بإخلائها قسرا؛ تمهيدا لشن هجوم عليها بدعوى إطلاق حركة حماس صواريخ منها.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية كثّف الجيش من غاراته الجوية والمدفعية وإطلاق نيران رشاشاته الثقيلة التي استهدفت منازل الفلسطينيين وخيام النازحين في خان يونس ومناطق أخرى من قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وجرح غالبيتهم من أطفال ونساء نازحين.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من أربعة عشر ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.