أعلن وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان، الجمعة، 30 أغسطس/آب 2024، أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال تحت سن عشر سنوات في قطاع غزة ستبدأ خلال يومين.
وقال الوزير أبو رمضان في بيان إن "حملة تطعيم ضد شلل الأطفال للأطفال تحت سن 10 سنوات في قطاع غزة ستبدأ من الأحد وحتى الأربعاء (من 1 إلى 4 سبتمبر/أيلول) في محافظة دير البلح (وسط)".
وأشار إلى أن الحملة ستبدأ في محافظة خان يونس (جنوب) من 5 سبتمبر وحتى 9 من الشهر ذاته. ثم تستمر الحملة في مدينة غزة وشمال القطاع من 9 سبتمبر إلى 12 من الشهر ذاته، وفق البيان.
ترتيب لحملة تطعيم للأطفال في غزة
أكد الوزير أنه سيتم نقل معدات سلسلة التبريد من منطقة إلى أخرى حسب برنامج التطعيم في كل محافظة، وأن الحملة ستنطلق يوم الأحد القادم.
وشدد على أن وزارة الصحة "تقود حملة التطعيم في محافظات فلسطين الجنوبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأونروا"، مشيرا إلى أن اللقاح آمن تمامًا.
ودعا الوزير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى "ضرورة تطعيم أطفالهم وعدم الالتفات للشائعات التي يبثها الاحتلال وتشكك في صلاحية هذه اللقاحات".
ونشرت وزارة الصحة خرائط ميدانية توضح أماكن ومراكز التطعيم، كما أرسلت رسائل نصية للمواطنين في قطاع غزة لإعلامهم بمواعيد تلقي اللقاحات.
والخميس، أعلنت الصحة العالمية "التزاما أوليا بهدن إنسانية في مناطق محددة" خلال حملة تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة.
وشدد ريتشارد بيبريكورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على أهمية أن تصل تغطية التطعيم ضد الشلل إلى 90 بالمئة من أطفال القطاع لمنع تفشي المرض.
وأشار بيبريكورن، في مؤتمر صحفي افتراضي تابعته مراسلة الأناضول، إلى أن الحملة ستُجرى على جولتين، فيما لم يوضح بيان وزير الصحة الفلسطيني تواريخ الجولتين.
كما رحب المسؤول الأممي "بالالتزام الأولي بهدن إنسانية تمهيدية في مناطق محددة خلال الحملة".
وحث جميع الأطراف على السماح للأطفال والأسر بالوصول بأمان إلى المرافق الصحية وكذلك العاملين في التوعية الصحية المجتمعية أثناء فترة الهدنة، وضمان حصول الأطفال الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية على لقاح شلل الأطفال.
ووفقًا لبيبريكورن، فإن الهدنة الإنسانية المتفق عليها مع وحدة الشؤون الإنسانية التابعة للجيش الإسرائيلي "COGAT" تشمل هدنة لثلاثة أيام في المنطقة الوسطى من غزة، تليها هدنة لثلاثة أيام في المنطقة الجنوبية، ثم هدنة أخرى لثلاثة أيام في المنطقة الشمالية.
وقف إطلاق النار
من جهتها، نقلت القناة "12" العبرية الخاصة عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية وصفته بـ"الكبير"، لم تسمه، قوله إنّ "تل أبيب التزمت بوقف الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار في مناطق محددة بقطاع غزة (لم يحدد التاريخ والمدة)، بهدف التطعيم بلقاح شلل الأطفال".
وحتى الساعة 11:00 (ت.غ) لم يصدر تعقيب فوري من إسرائيل بشأن "الهدنة المؤقتة" المحتملة.
وفي 16 أغسطس/ آب 2024، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية لسبعة أيام، من أجل تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل، أيدتها مباشرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" آنذاك.
وجاءت هذه الدعوة عقب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور.
وعلى مدى أشهر الحرب، حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة في القطاع جراء نقص الأدوية والتطعيمات، والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون.
تدمير خطوط مياه
في سياق مواز كشف جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بقطاع غزة، الجمعة، عن أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال عمليته العسكرية بمدينة خان يونس (جنوب) التي استمرت 22 يوما خطوط مياه تغذي المنطقة التي تزعم تل أبيب أنها "إنسانية".
وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني محمد المغير في تصريح للأناضول: "انتشلنا جثامين 10 فلسطينيين من مناطق في خان يونس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة صباح الجمعة".
وأضاف: "الجيش دمر خلال عمليته خطوط مياه رئيسية تغذي المواطنين في المناطق التي يدعي أنها إنسانية". وتابع: "انسحاب الجيش كشف عن تدمير واسع في البنية التحتية ومنشآت ومباني سكنية وحيوية وطرقات".
ولفت إلى أن طواقم الدفاع المدني تعمل على البحث بين الركام وفي الطرقات والشوارع عن مفقودين.
وصباح الجمعة، انسحب الجيش الإسرائيلي من خان يونس بعد عملية عسكرية استمرت 22 يوما، مخلفا دمارا واسعا وجثامين في الطرقات وتحت أنقاض المنازل.
وأفاد مراسل الأناضول بأن الجيش الإسرائيلي تراجع من المناطق التي كان يتوغل فيها إلى الأطراف الشرقية للمدينة.
وكان الجيش أعلن في 9 أغسطس/آب 2024، بدء "عملية عسكرية هجومية" في خان يونس والتي سبق أن دخلها مرات عدة منذ بداية الحرب.
وفي 8 أغسطس/آب 2024، أمر الجيش الإسرائيلي أهالي غالبية أحياء مدينة خان يونس ومركزها بإخلائها قسرا؛ تمهيدا لشن هجوم عليها بدعوى إطلاق حركة حماس صواريخ منها.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية كثف الجيش من غاراته الجوية والمدفعية وإطلاق نيران رشاشاته الثقيلة والتي استهدفت منازل الفلسطينيين وخيام النازحين في خان يونس ومناطق أخرى من قطاع غزة، ما أسفر عن قتلى وجرحى غالبيتهم أطفال ونساء نازحين.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.