أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله تفاصيل الهجوم الواسع الذي شنه الحزب على إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ فجر الأحد 25 أغسطس/آب 2024، كاشفاً عن الهدف الأساسي من الهجوم، وذلك رداً على اغتيال القيادي فؤاد شكر نهاية يوليو/تموز الماضي.
وفي كلمة متلفزة قال نصر الله إن الرد الذي أُطلق عليه اسم "عملية يوم الأربعين" لتزامنه مع أربعينية الإمام الحسين، استهدف قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية وتضم الوحدة 8200، وتبعد عن حدود مدينة تل أبيب 1500 متر، وهو الهدف النوعي الرئيس، إلى جانب عدد من المواقع العسكرية والثكنات في الجليل والجولان.
وفجر الأحد، تبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" أوسع هجوم بينهما منذ بدء القصف المتبادل عبر "الخط الأزرق" الفاصل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأكد نصر الله نجاح عملية الرد العسكري على اغتيال شكر، واتهم تل أبيب بـ"الكذب والفشل"، وقال إن "الحزب أطلق 340 صاروخ كاتيوشا وعدداً من الطائرات المسيرة على المواقع المستهدفة حيث تفيد معطياتنا بأن عدداً مُعتَبَراً من المسيرات وصل إلى الهدفين المحددين، ولكن العدو يتكتم كما هي العادة".
وبحسب ما ذكره الأمين العام لحزب الله، فقد اختار الحزب أهدافه بناء على معايير عدة من بينها تجنب المواقع المدنية والبنى التحتية، وأن يكون الهدف نوعياً في العمق الإسرائيلي، وله ارتباط بعملية اغتيال شكر.
تأخير الرد
وتابع: "لا مصلحة للمقاومة في تأخير الرد، وحالة الاستنفار لدى العدو مستمرة"، مشدداً على أنه تم وضع ضوابط للرد، وألا يكون الهدف مدنياً أو بنية تحتية، وأن يكون الهدف عسكرياً، علماً أن هناك شهداء مدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال إن "العجلة في الرد على اغتيال شكر كان يمكن أن تعني الفشل، لذلك كنا ندرس ما إذا كان محور المقاومة سيرد في وقت واحد، ونحن تريثنا حتى نعطي فرصة للمفاوضات بشأن غزة".
وأكد أنه "نتيجة التشاور، قررنا أن نقوم بعمليتنا بشكل منفرد، لاعتبارات ستظهر مع الوقت"، مضيفا أن "العالم يعرف أن الأمريكيين قادرون على أن يفرضوا على نتنياهو وقف العدوان على غزة".
ولفت نصر الله إلى أن "إسرائيل اعتدت قبل أسابيع على الضاحية الجنوبية لبيروت، في تجاوز لكل الخطوط الحمراء"، موضحاً أن "العدو هو من تسبب في التصعيد الحاصل على الجبهة الجنوبية".
"العدو يتكتم"
كما بين نصر الله أن الحزب أطلق مئات صواريخ الكاتيوشا لإشغال القبة الحديدية الإسرائيلية لعدة دقائق حتى تعبر المسيّرات، مشيرا إلى أن معلومات الحزب تفيد بأن عددا من المسيرات أصابت أهدافها، "لكن العدو يتكتم".
وأضاف أن الإصابات في نهاريا وعكا وغيرها "لو كانت حدثت، فإنما تمت بسبب الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية".
في السياق، كشف نصر الله عن إطلاق الحزب مسيّرات من منطقة البقاع للمرة الأولى، موضحاً أن "كل المسيرات التي أطلقت من البقاع عبرت الحدود بسلام باتجاه الأهداف المحددة وأن الأيام والليالي ستكشف حقيقة ما جرى جراء عملياتنا رغم تكتم العدو".
كما نفى نصر الله صحة ما أعلنته إسرائيل بشأن تنفيذ ضربات استباقية أحبطت هجمات الحزب، لافتاً إلى أن القصف الإسرائيلي اليوم استهدف "وديانا خالية".
وقال أيضاً إن "إسرائيل كذبت بحديثها عن تدمير صواريخنا الإستراتيجية، علما أننا لم نستخدمها وقد نستخدمها في المستقبل".
وبخصوص اكتمال الرد على اغتيال شكر في وقت تتكتم فيه إسرائيل على الخسائر، قال نصر الله: "سنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى اليوم، وإذا كانت النتيجة مرضية، فنعتبر أن عملية الرد قد تمت، وإذا لم تكن النتيجة كافية فسنحتفظ بحق الرد حتى وقت آخر".
وتوعد إسرائيل بقوله: "عطلنا الكيان الإسرائيلي بالكاتيوشيا، فكيف إذا أطلقنا صواريخ أخرى (دقيقة)".
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.