طالبت حركة حماس، الأحد 11 أغسطس/آب 2024، وسطاء الهدنة في قطاع غزة، بتقديم خطة لتنفيذ ما عرضوه على الحركة في 2 يوليو/ تموز الماضي، استنادًا إلى رؤية تقدم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.
جاء ذلك في بيان للحركة نشرته على حسابها بتطبيق تلغرام، ردًا على بيان ثلاثي صدر قبل أيام، من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، دعوا فيه لاستئناف مفاوضات الهدنة الأسبوع المقبل.
وطالبت الحركة "الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2 يوليو، استناداً لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال (الإسرائيلي) بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت".
والخميس، صدر بيان ثلاثي عن الزعماء الثلاثة، دعوا فيه لاستئناف مفاوضات الهدنة الأسبوع المقبل، و"عدم إضاعة الوقت، وبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، دون أي تأجيل من قبل أي طرف".
نوايا ومواقف الاحتلال
وأضافت حماس: "رغم أننا والوسطاء في مصر وقطر ندرك حقيقة نوايا ومواقف الاحتلال ورئيس حكومته (بنيامين نتنياهو)، إلا أن الحركة تجاوبت مع الاتفاق الأخير، والذي واجهه العدو بشروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض".
وتابعت: "ذهب الاحتلال للتصعيد في عدوانه على شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر، وصولاً إلى اغتيال رئيس الحركة القائد إسماعيل هنية (في طهران)، في تأكيد لنواياه باستمرار العدوان وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
ولفتت حماس، إلى أنه "بعد إعلان البيان الثلاثي، أقدم العدو على جريمة نكراء، وارتكب مجزرة بحق النازحين في مدرسة التابعة في حي الدرج بغزة وهم يؤدون صلاة الفجر، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 من المدنيين، وجرح ما يزيد على 250 منهم".
والسبت، قتلت إسرائيل 100 فلسطيني على الأقل وأصابت العشرات أثناء تأديتهم صلاة الفجر، إثر قصف جوي استهدف المدرسة التي لجأ إليها نازحون جراء عمليات عسكرية إسرائيلية.
وبشأن الجولات السابقة، أوضحت الحركة أنها خاضت "جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح الفلسطينيين، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان".
وتابعت: "في هذا السياق وافقت الحركة على مقترح الوسطاء ورحبت بإعلان الرئيس بايدن، وبقرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص رقم 2735، وهو ما قابله العدو بالرفض واستمرار المجازر بحق شعبنا، واستمر بالتأكيد على موقفه بأنه غير جاد في وقف دائم لإطلاق النار، وكانت ممارساته العدوانية بحق شعبنا دليلاً عملياً على ذلك".
ووافقت إسرائيل على استئناف المحادثات حول هدنة في قطاع غزة في 15 أغسطس/آب، بناء على طلب دول الوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخميس.
الفرصة الأخيرة
في غضون ذلك، نقلت القناة الـ13 عن مسؤول أمني كبير متحدثا عن اجتماع قطر أن "هذه هي الفرصة الأخيرة لإعادة المختطفين أحياء".
وحسب هذا المسؤول الأمني، فقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محادثات مغلقة أنه ليست لديه ثقة في فريق التفاوض.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه ما زال يعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة ممكن وقابل للتطبيق. وأكد بايدن في حديث لشبكة "سي بي إس" أن إدارته تعمل على مدار الساعة لوقف التصعيد في المنطقة.
وبداية يونيو/ حزيران الماضي، طرح بايدن بنود صفقة عرضتها عليه إسرائيل "لوقف القتال والإفراج عن جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)"، وقبلتها حماس وقتها، وفق إعلام عبري.
لكن نتنياهو أضاف شروطا جديدة اعتبرها كل من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتضمنت هذه الشروط منع عودة من أسماهم بـ"المسلحين الفلسطينيين" من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند محور نتساريم، الذي أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه، وبقاء الجيش الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، الذي أعلن السيطرة عليه في 29 مايو/ أيار الماضي.
ثم أضاف نتنياهو لاحقا شروطا أخرى، بينها نفي أسرى فلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية إلى دول أخرى مثل قطر وتركيا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.