غادر الوفد الإسرائيلي المفاوض العاصمة المصرية القاهرة عائدًا إلى تل أبيب بعد ساعات قليلة من وصوله، السبت 3 أغسطس/آب، بهدف استكمال محادثات صفقة تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، إن الوفد المفاوض برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والذي غادر إلى القاهرة في وقت سابق اليوم، عاد إلى تل أبيب بسبب خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
أسباب التوتر
إلى ذلك، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن توترًا كبيرًا قد وقع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه المفاوض خلال اجتماع عُقد الأربعاء الماضي.
القناة 12 الإسرائيلية، ذكرت أن رئيس الشاباك قال لنتنياهو إنه يشعر بأن نتنياهو غير معني بالصفقة، وأنه إذا كان هذا صحيحًا فيجب عليه أن يخبرهم بذلك. واعتبر رئيس الموساد أن "بالإمكان التوصل إلى صفقة، لكن المماطلة قد تفوت الفرصة".
أمّا ممثل جيش الاحتلال في فريق مفاوضات وقف إطلاق النار، فخاطب نتنياهو قائلًا: "إن شروطه لا تتيح التوصل إلى اتفاق".
من جهته، توجّه نتنياهو إلى طاقم المفاوضات بالقول "إنهم ضعفاء ولا يعرفون كيف يديرونها".
وكشفت أوساط قادة الأجهزة الأمنية، أن نتنياهو لا يريد صفقة التبادل في هذه المرحلة، وأنه تخلى عن المحتجزين.
يأتي ذلك فيما لم يصدر عن الوسيطين المصري والقطري ولا حركة حماس أي تعليق بشأن استئناف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، خاصة أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران فجر الأربعاء، ألقى بظلال سلبية على إمكانية ذلك.
ضغط أمريكي
ووصل الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى العاصمة المصرية يوم السبت وذلك بعد ضغط أمريكي لمواصلة مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الجانب الفلسطيني، بحسب ما ذكره موقع أكسيوس، مشيرًا إلى أن الوفد سيلتقي رئيس المخابرات المصرية عباس كامل وقادة بالجيش، لبحث الترتيبات الأمنية بشأن محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن مكتب نتنياهو التمسك بالسيطرة على هذا المحور، في المقترح المطروح للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وفي الجمعة، نقل أكسيوس أن الرئيس جو بايدن طلب من نتنياهو خلال محادثة هاتفية "صعبة" التوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حربًا مدمرة على غزة أودت بحياة أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير تمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.