حذرت بعثتا الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام "يونيفيل" في لبنان، الأحد 28 يوليو/تموز 2024، من اشتعال "صراع أوسع" بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، "قد يغرق المنطقة في كارثة"، فيما حذّرت إيران من أي "مجازفة إسرائيلية" في لبنان، عقب حادثة مقتل 12 شخصًا في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل.
وفي بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة اليونيفيل قائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، حثّا "الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار، الذي قد يشعل صراعًا أوسع نطاقًا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".
البيان ذكر أن "اليونيفيل ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يجريان اتصالات مع كل من لبنان وإسرائيل".
وأمس السبت، نقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن متحدث اليونيفيل أندريا تيننتي، أن قواته "على اتصال بالأطراف (لبنان وإسرائيل) لمحاولة خفض التوتر" الحدودي عقب حادثة مجدل شمس.
إيران تحذر إسرائيل من أي "مجازفة جديدة" في لبنان
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان، إن بلاده تحذر إسرائيل من أي "مجازفة" جديدة في لبنان.
حيث أكد كنعاني، أن حزب الله نفى أي دور له في حادث مجدل شمس، مشيرًا إلى أن إسرائيل عبر طرح سيناريوهات وهمية تسعى إلى تشويش الرأي العام بشأن جرائمها بغزة.
كما أضاف أن الاحتلال الإسرائيلي " لا يملك أدنى سلطة أخلاقية للتعليق والحكم على الحادثة التي وقعت في منطقة مجدل شمس، ولن يتم سماع ادعاءات هذا الكيان ضد الآخرين أيضاً".
واعتبر أن من مسؤولية "المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن الدولي، دعم استقرار وأمن لبنان والمنطقة في مواجهة مغامرات الكيان الصهيوني المعتدي" على حد قوله.
فيما شدد على أن "أي عمل جاهل من الكيان الصهيوني يمكن أن يؤدي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة، وفي هذه الحالة سيكون الكيان المذكور هو المسؤول النهائي والرئيسي عن العواقب وردود الفعل غير المتوقعة لمثل هذا السلوك الغبي".
والسبت، أعلن الاحتلال الإسرائيلي، مقتل 12 شخصًا وإصابة 35 على الأقل، جراء سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس الدرزية شمال هضبة الجولان المحتل.
وبينما اتهم الجيش الإسرائيلي "حزب الله" بالوقوف وراء الهجوم وهدد بالرد عليه، نفى الحزب مسؤوليته عن ذلك.
يأتي ذلك فيما حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، في بيان السبت، من سعي إسرائيل لإشعال الفتن بالمنطقة بعد اتهامها "حزب الله" بالتورط في قصف بلدة مجدل شمس رغم نفي الحزب لذلك.
ويعتبر المكون الدرزي (مكون عرقي ديني) أحد المكونات الرئيسية في لبنان، حيث يعيش في هذا البلد العربي ما لا يقل عن 200 ألف من هذه الطائفة من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 5.2 ملايين نسمة.
ويتمتع الحزب "التقدمي الاشتراكي" برئاسة جنبلاط، بالقاعدة الجماهيرية الأوسع بين أبناء الطائفة.
ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع جيش الاحتلال قصفًا يوميًّا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.