كشفت وثيقة مسربة عن العثور على جوازات سفر إماراتية تم انتشالها من ساحات القتال في السودان، ما يشير إلى أن الدولة الخليجية ترسل قوات سرية إلى الأرض في الحرب الأهلية المدمرة في البلاد، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 25 يوليو/تموز 2024.
في التفاصيل أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن وثيقة مكونة من 41 صفحة، أرسلت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واطلعت عليها صحيفة الغارديان، قد احتوت على صور لجوازات سفر إماراتية يُزعم أنه عُثر عليها في السودان ومرتبطة بجنود من قوات الدعم السريع.
وتضمنت الوثيقة صوراً لصفحات أربعة جوازات سفر تعود على ما يبدو لمواطنين إماراتيين، اثنان منهم من مواليد دبي، وواحد من مدينة العين، وآخر من عجمان. وتتراوح أعمارهم جميعاً بين 29 و49 عاماً.
وقال مصدر مطلع على الوثيقة إن جوازات السفر تم انتشالها من حطام سيارة عُثر عليها في أم درمان في فبراير/شباط الماضي. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "التقديرات تشير إلى أنها تعود لضباط مخابرات إماراتيين".
وقد عُثر في نفس الموقع على جوازي سفر لمواطنين يمنيين، أحدهما يبلغ من العمر 38 عاماً، من مواليد دبي، والآخر يبلغ من العمر 31 عاماً من الضالع، جنوب غرب اليمن. وقد أرسلت قوات الدعم السريع في السابق آلافاً من مقاتليها إلى اليمن للقتال ضد الحوثيين.
وكانت الإمارات قد نفت في وقت سابق جميع الاتهامات بتزويد قوات الدعم السريع، التي تحاصر مدينة الفاشر ضمن حملة تطهير واسعة النطاق في دارفور، بالأسلحة.
ومع ذلك، فإن الكشف عن أن الإمارات نشرت أفراداً للمساعدة في القتال في السودان من شأنه أن يشكل تصعيداً، ويزيد من تأجيج التعقيدات الجيوسياسية للحرب الأهلية المستمرة منذ 15 شهراً بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، بحسب الغارديان.
وزعمت السلطات أن جوازات السفر تم العثور عليها في مدينة أم درمان، في منطقة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لكن الجيش السوداني استعادها مؤخراً.
الدعم العسكري الإماراتي
ووصف محللون هذه الأخبار بأنها "دليل قاطع" يتحدى نفي الإمارات، ويثير تساؤلات حول ما تعرفه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن مستوى تورط الدولة الخليجية في السودان، وما إذا كان الغرب قد فعل ما يكفي للحد من دعم ميليشيا متهمة بالإبادة الجماعية.
وقال كاميرون هدسون، المستشار السابق للحكومة الأمريكية لشؤون السودان، إن الغرب سيكون ملزماً بالتحرك. وأضاف: "سيجبر ذلك واشنطن على الاعتراف بما تعرفه عن هذا الأمر، وسيجبرها على الرد".
ويعتقد بعض الخبراء أنه لولا التدخل المزعوم للإمارات، لكان الصراع الذي أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية مستمرة في العالم، قد انتهى بالفعل.
وتشير الوثيقة التي أرسلت الشهر الماضي إلى مجلس الأمن، إلى أن الإمارات زودت قوات الدعم السريع بطائرات بدون طيار مخصصة لإسقاط قنابل حرارية. وهذه القنابل أكثر تدميراً من المتفجرات التقليدية ذات الحجم المماثل، وكانت هناك دعوات لحظرها.
تحتوي الوثيقة أيضاً على تفاصيل المعدات العسكرية التي تم استردادها من ساحات المعارك في السودان. وقال الخبراء إن طائرة بدون طيار رباعية المراوح مزودة بأنابيب لإسقاط قنابل هاون معدلة عيار 120 ملم من المرجح أن تكون قد زودت بها الإمارات قوات الدعم السريع.
وأفادت الغارديان أنه تم وضع علامة على صور الصناديق التي تحتوي على أسلحة تشير إلى أنها مرسلة من قبل شركة أسلحة صربية إلى "القوات المسلحة الإماراتية، القيادة اللوجستية المشتركة ومقرها أبو ظبي".
وبحسب الوثيقة، تم استعادة القنابل من مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون السودانية في أم درمان بعد أن أجبر الجيش السوداني – **المتهم أيضاً بارتكاب العديد من جرائم الحرب – قوات الدعم السريع على مغادرة المبنى.