قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 24 يوليو/تموز 2024، إنه انسحب من السباق الانتخابي أمام الجمهوري دونالد ترامب بسبب مخاوفه بشأن مستقبل البلاد، وذلك في أول تصريحات علنية له منذ إعلانه المفاجئ التخلي عن مسعاه لإعادة انتخابه لولاية ثانية.
وفي كلمة من المكتب البيضاوي، استدعى بايدن ذكرى الرؤساء السابقين توماس جيفرسون وجورج واشنطن وأبراهام لينكولن بينما كان يصف حبه للمنصب الذي سيغادره في غضون ستة أشهر منهيا نصف قرن من الخدمة في مناصب عامة.
وقال بايدن "أقدّر هذا المكتب… لكن حبي لبلدي أكبر".
اقرأ أيضاً
"لست بطة عرجاء"
وشدد بايدن على أنه ليس بطة عرجاء، مؤكدا أنه سيواصل العمل على الاقتصاد وقضايا السياسة الخارجية الرئيسة لبقية فترة وجوده في منصبه. وقال "خلال الأشهر الستة المقبلة، سأركز على تأدية عملي بصفتي رئيسا".
وأضاف "لقد قررت أن أفضل طريقة للمضي قدما هي تمرير الشعلة لجيل جديد… هذه هي الطريقة الأفضل لتوحيد أمتنا".
ولم يخل خطاب بايدن الذي استمر 11 دقيقة من إشارات إلى الخطر الذي يعتقد أن الأمريكيين سيواجهونه إذا فاز ترامب في انتخابات 5 نوفمبر تشرين الثاني، لكنه لم يذكر ترامب بالاسم.
وقال إنه انسحب من السباق للمساعدة في تضميد جراح الحزب الديمقراطي وتوحيد الديمقراطيين على هدف الفوز.
وأضاف "لا شيء يمكن أن يعرقل طريق إنقاذ ديمقراطيتنا. ولا حتى الطموح الشخصي".
وتابع بالقول "الأمر العظيم في أمريكا ماثل هنا، الملوك والدكتاتوريين لا يحكمون. الشعب هو الذي يحكم. التاريخ بين أيديكم. السلطة بين أيديكم. صورة أمريكا بين أيديكم".
وقال بايدن: "أمريكا فكرة، فكرة أقوى من أي جيش، أكبر من أي محيط، وأقوى من أي ديكتاتور أو طاغية. إنها أقوى فكرة في تاريخ العالم".
وهذه هي أول تصريحات عامة مطولة له منذ أن خضع لضغوط من الديمقراطيين وأعلن على إثرها يوم الأحد عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه قرر عدم الترشح لإعادة انتخابه في 5 نوفمبر تشرين الثاني.
وبايدن هو أول رئيس في السلطة لا يسعى لإعادة انتخابه منذ عام 1968.
وأكد بايدن أنه سيركز على عمله كرئيس خلال الأشهر الستة المتبقية من ولايته.
اقرأ أيضاً
إشادة بكامالا هاريس
وأشاد بايدن بنائبته كامالا هاريس (59 عاما) التي بات من شبه المؤكد أنها ستحل محله مرشحة عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، واصفا إياها بأنها امرأة "ذات خبرة وقوية".
وقال إن هاريس "تتمتع بالخبرة، إنها قوية، إنها كفؤة. لقد كانت شريكة رائعة بالنسبة إلي"، مضيفا "الآن الاختيار متروك لكم يا أيها الشعب الأمريكي".
وكانت هذه هي المرة الرابعة التي يستخدم فيها بايدن المكتب البيضاوي بما له من رمزية رسمية منذ توليه منصبه في عام 2021. وكان آخر خطاب له من المكتب البيضاوي في 15 يوليو تموز عندما حث الأمريكيين على تهدئة حدة الخطاب السياسي بعد محاولة اغتيال منافسه دونالد ترامب.
وبدأت مسيرة بايدن السياسية عندما تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ في عام 1972 وكان عمره وقتها 29 عاما ليصبح سادس أصغر سناتور أمريكي. وسيصبح أكبر رئيس أمريكي عندما يختتم فترة ولايته في البيت الأبيض في 20 يناير كانون الثاني 2025 إذ سيكون عمره قد تجاوز 82 عاما.
وقال بايدن "الدفاع عن الديمقراطية أهم من أي لقب… استمددت قوة ووجدت سعادة في العمل من أجل الشعب الأمريكي. لكن المهمة المقدسة للحفاظ على اتحادنا لا تتعلق بي. إنها تتعلق بكم. بعائلاتكم. بمستقبلكم".