أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد 21 يوليو/ تموز 2024، انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، مما يدفع الولايات المتحدة إلى وضع لم تألفه، ويطرح تساؤلاً عن أبرز المرحشين منافسة دونالد ترامب.
بعد هذا القرار، يسابق الحزب الديمقراطي الزمن لاختيار خلف جديد لبايدن، ورغم أنه أعلن دعمه لنائبته كامالا هاريس لتكون مرشحة الحزب، لكن الكلمة الأخيرة ليست له.
وبايدن هو أول رئيس يتخلى عن ترشيح حزبه لفترة جديدة منذ الرئيس ليندون جونسون في آذار/مارس 1968، لكنه أول رئيس ينسحب من الانتخابات الرئاسية على بعد شهر واحد فقط من المؤتمر الوطني لحزبه، وعلى بعد أربعة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.
الوقت ليس في صالح الحزب الديمقراطي
يجد الحزب الديمقراطي نفسه تحت ضغوط كبيرة، فمن ناحية أمامه 4 أسابيع فقط قبل انعقاد مؤتمره الوطني المقرر في الـ 19 من الشهر المقبل. وتتم خلال هذا المؤتمر عملية اختيار المرشح الرسمي للحزب للانتخابات الرئاسية.
ومن ناحية أخرى، فإن الانتخابات الرئاسية على بعد أربعة أشهر فقط، وسيحتاج المرشح الجديد لبذل جهود مضاعفة للترويج لحملته وشرح الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي.
وقد تكون هناك مخاوف من أن عملية اختيار مرشح جديد قد تضيع مزيداً من الوقت على الحزب بشكل عام، وعلى المرشح بشكل خاص، كما أنها قد تؤدي إلى بعض الانقسامات أو التصدعات المؤقتة التي تؤثر على وحدة الحزب.
كيف يختار الحزب مرشحه؟
يتم اختار مرشح الرئاسة عبر تصويت حوالي 4 آلاف مندوب على أحد الأسماء، حيث سيشاركون في مؤتمر الحزب المقرر انعقاده بعد شهر.
وأمضى بايدن الأشهر القليلة الماضية في جمع ما يقرب من 4 آلاف مندوب ديمقراطي من خلال الفوز في الانتخابات التمهيدية في الولايات والأقاليم الأمريكية.
كان هؤلاء المندوبون سيصوتون له على الأرجح ليكون المرشح الرئاسي الرسمي للحزب في المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر عقده في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس آب، لكن القواعد لا تلزمهم أو تجبرهم على ذلك.
ويمكن للمندوبين التصويت بما تمليه عليهم ضمائرهم، مما يعني أنهم يمكنهم التصويت لشخص آخر.
ويعني قرار الانسحاب أن بايدن "يطلق سراح" مندوبيه فعليا، مما قد يثير منافسة بين المرشحين الديمقراطيين الآخرين لنيل ترشيح الحزب، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
ومن أجل الفوز بترشيح الحزب، يحتاج المرشح إلى الحصول على الأغلبية أي أصوات أكثر من جميع المرشحين الآخرين مجتمعين.
وهذا هو ما يحاول حلفاء هاريس تحقيقه الآن، أي الحصول على الدعم المعهود من 1969 مندوبا وسد الطريق أمام أي منافسة.
وإذا لم يتمكن أحد من تحقيق ذلك، فسيلجأ الحزب إلى ما يُعرف باسم "مؤتمر الوسطاء" وفيه يعمل المندوبون كوكلاء أحرار ويتفاوضون مع قيادات الحزب.
وسوف توضع القواعد بعد ذلك وسيكون هناك تصويت بنداء الأسماء للأشخاص المرشحين.
وقد يستغرق الأمر عدة جولات من التصويت حتى يحصل الشخص على الأغلبية ويصبح المرشح. وعُقد أحدث مؤتمر للوسطاء في عام 1952 عندما فشل الديمقراطيون في تسمية مرشح.
أبرز المرشحين لمنافسة ترامب
وبما أنه لا توجد قاعدة تنص على حلول المرشح لمنصب نائب الرئيس تلقائيا محل المرشح الرئاسي في حال انسحابه، فإن ذلك يفتح المجال أمام العديد من الأسماء للمنافسة على خوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهؤلاء أبرزهم:
من بين أبرز المرشحين وأكثر حظاً هي نائبة الرئيس كاميلا هاريس، لكن ظهورها كمرشحة، ستمثل مقامرة غير مسبوقة من قبل الحزب الديمقراطي. فهي أول امرأة أمريكية سوداء وآسيوية تترشح للبيت الأبيض في بلد انتخب رئيسا أسود واحدا، ولم ينتخب امرأة للرئاسة في تاريخه الديمقراطي الذي يتجاوز القرنين.
لكن هناك أسماء يمكن أن تنافس هاريس على المنصب، وهؤلاء أبرزهم:
- نيوسوم… حاكم كاليفورنيا
يعتبر هذا الديموقراطي البالغ من العمر 56 عاماً هو رئيس سابق لبلدية سان فرانسيسكو وحاكم ولاية كاليفورنيا منذ خمسة أعوام، وقد جعلها ملاذا متاحا لعمليات الإجهاض.
دعم نيوسوم بايدن بثبات ورفض الحديث عن استبداله قبل انسحاب الزعيم الديموقراطي من السباق، لكنه لم يخف طموحاته الرئاسية.
في الأشهر الأخيرة، رفع وتيرة سفراته الدولية، وكثّف الترويج لسجلّه وقد استثمر ملايين الدولارات في لجنة للعمل السياسي، ما أثار تكهنات بأنه سيترشح في العام 2028. فلم لا في العام 2024.
- ويتمر… حاكمة ميشيغان
مرشحة ديموقراطية أخرى محتملة هي غريتشن ويتمر، حاكمة ميشيغان البالغة 52 عاما، تعتبر من أشد منتقدي ترامب، وقد استهدفت بمخطط للخطف أعدته مجموعة يمينية متطرفة.
ستكون ميشيغان واحدة من الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، وهي حجة قوية، وفقا لمؤيديها، لترشيحها للرئاسة.
- شابيرو… حاكم ولاية بنسلفانيا
يقود حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو أكبر ولاية متأرجحة في سباق تشرين الثاني/نوفمبر، فقد انتخب في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بفوز مقنع حقّقه على منافس محافظ وتولى منصبه في أوائل العام 2023، وسبق أن انتُخب مرتين مدعيا عاما للولاية.
وأدان شابيرو رجال دين كاثوليك اعتدوا جنسيا على آلاف الأطفال وحاكم شركة بيرديو فارما المصنعة لمسكّن الألم الأفيوني القوي أوكسيكونتين.
أسماء أخرى
من بين الأسماء الأخرى المتداولة حاكم إلينوي جاي بي بريتزكر وحاكم ميريلاند ويس مور وحاكم كنتاكي آندي بشير، لكن فرصهم حتى الآن تبدو محدودة.
كذلك يتم تداول اسمي السناتور إيمي كلوبوشار ووزير النقل بيت بوتيجيج، وهما واجها بايدن في الانتخابات التمهيدية للعام 2020.