ألقت السلطات الفيدرالية القبض على مسؤول عسكري سوري سابق في لوس أنجلوس، والمتهم بإدارة سجن سيء السمعة وتعذيب وقتل معارضين سياسيين، وفقاً لوثائق المحكمة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء 16 يوليو/تموز 2024، فقد احتجز الضباط الفيدراليون المتهم، سامي عثمان الشيخ، البالغ من العمر 72 عامًا، قبيل مغادرته على متن رحلة باتجاه واحد إلى بيروت، حيث طلب المحققون الفيدراليون من القاضي إصدار مذكرة اعتقال قبل يوم واحد من سفره.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الشيخ، الذي يقيم في لوس أنجلوس منذ عام 2020، متهم بمحاولة تزوير خلال محاولته الحصول على الجنسية الأمريكية، وذلك وفقاً لشكوى جنائية قُدمت الأسبوع الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن الشيخ، الذي أدار سجن عدرا في ريف دمشق، سيء السمعة في سوريا وكان قائداً للشرطة وضابط استخبارات وعميداً، قدم إفادات كاذبة بشأن مشاركته في القتل أو قيامه بممارسات تجاه أشخاص معارضين لأسباب سياسية.
وأكدت الأوراق القضائية أن القضية مستمرة وأن المحققين ينظرون في توجيه اتهامات إضافية.
وامتنع متحدث باسم وزارة العدل عن التعليق.
وقال أندرو تابلي، الذي خدم كمدير لسوريا في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس دونالد ج. ترامب ولاحقاً كمستشار رفيع المستوى للمبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا،: إن تمكن شخص كان مسؤولًا عن هذا السجن من دخول الولايات المتحدة، يشبه قادة النازيين الذين عاشوا براحة في أمريكا اللاتينية بعد الحرب العالمية الثانية."
علاقات وثيقة بالأسد
وأكد المحققون أن الشيخ له علاقات وثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي يستخدم نظامه عمليات الخطف والعنف لقمع المعارضة.
من جهته، أدار الشيخ سجن عدرا من عام 2005 إلى 2008، وهو مجمع يقع في ضواحي دمشق، ويضم المعتقلين السياسيين والمتظاهرين والمدنيين الآخرين المتهمين بارتكاب جرائم.
و مساجين سابقون كيف تعرضوا للجوع والضرب والتعذيب والاغتصاب في عدرا، حيث انتظر العديد منهم المحاكمة لسنوات أو ماتوا دون الوصول إليها.
شهادات تعذيب قام بها الشيخ
وكان 5 معتقلين سابقين قد قدموا شهادتهم بأن الشيخ أشرف على تعذيبهم، وفقاً لشهادة مقدمة من محقق في وزارة الأمن الداخلي.
وأضاف أحد السجناء السابقين أن السجناء تعرضوا للكسر في الظهر والدوس عليهم بأمر من الشيخ، كما ذكر أحد الساسة السوريين السابقين كيف أمر الشيخ زملاءه في السجن بقتله ليبدو الأمر موت طبيعي. وأوضح أن سجينًا ساعده تعرض للضرب بكابلات كهربائية في مكتب الشيخ.
وأشار سجين آخر إلى أن الحراس كانوا يجردون المعتقلين من ملابسهم، ويضربونهم حتى يفقدوا الوعي، ثم يسحلونهم على الدرج.
بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، عين الرئيس الأسد الشيخ حاكماً لمحافظة دير الزور، حيث خرج المواطنون في أكبر المظاهرات ضد الأسد، وفقاً للشهادة.
وقام الجيش بعمليات قمع عنيفة تحت إدارته.
جانب آخر من جرائم الشيخ
وقال الناشط السوري عماد الساري: "لم يكن تعيينه عشوائيًا. كان على استعداد للقتل وترهيب الناس، وكان الأسد يعلم أن الشيخ وحده سيكون قادراً على وقف الاحتجاجات."
وفي نفس السياق ذكر زيادة الكاظم، الذي عمل في دائرة الزراعة في المحافظة تحت إدارة الشيخ، أن الحاكم كان يطلق النار على المتظاهرين .
وأفاد الكاظم لصحيفة نيويورك تايمز بأنه شارك أدلة مع المحققين الأمريكيين، منها بلاغات صادرة من الشيخ، بأن أي موظف حكومي يظهر في احتجاج أو يتغيب عن العمل، فإنه سيتم استجوابه من قبل عملاء الاستخبارات. وأكد كاظم أنه تم الحكم عليه بالإعدام وتم اعتقاله وتعذيبه حتى تدخلت عائلته.
وأوضح: "دفعت عائلتي كل مدخراتهم حتى لا يكون مصيري مثل الكثيرين من الرجال والنساء والأطفال الذين اعتقلوا وقتلوا بأوامر الشيخ."
بعد ذلك بعامين، في ظل القمع في دير الزور، حصلت زوجة الشيخ على الجنسية الأمريكية. وفي عام 2017، قدمت أوراقاً لانضمام زوجها إليها في لوس أنجلوس، وبدأ الشيخ في عملية الحصول على تأشيرة هجرة.