أقر الجيش الإسرائيلي، الخميس، 11 يوليو/ تموز 2024 بفشله في حماية مستوطنة "بئيري" المحاذية لقطاع غزة، خلال هجوم مقاتلي فصائل فلسطينية صبيحة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فيما طالب وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بإجراء تحقيق يشمله مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.
وفي ذلك التاريخ، شن مقاتلون فلسطينيون هجوما على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة، قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصيب حوالي 5 آلاف و431، وأُسر نحو 239 على الأقل.
وقال الجيش الإسرائيلي في تقرير نشره الخميس، على موقعه الإلكتروني، إن لجنة تحقيق مخصصة توصلت إلى أن الجيش الإسرائيلي فشل في مهمته المتمثلة في حماية سكان مستوطنة "بئيري"، حيث قُتل 101 شخص، وأسر 32 آخرون.
وأكد التقرير أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدًا لسيناريو التسلل الواسع الذي حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وأضاف: قُتل 31 عسكريًا وعنصر أمن خلال الهجوم على الكيبوتس (مستوطنة زراعية وعسكرية)، كما أصيب عشرات آخرون.
وكشفت نتائج التحقيق أن حوالي 340 مسلحًا فلسطينيًا تسللوا إلى المستوطنة، بينهم نحو 100 من عناصر "النخبة" التابعين لحماس، قُتل منهم جميعًا قرابة 100.
وبحسب التحقيق، تعرضت المنازل في الكيبوتس لأضرار جسيمة، ومن المتوقع أن تستغرق عملية ترميمها وقتًا طويلا.
كما أشار التقرير إلى أن التحقيق سيستغرق قرابة 3 أشهر، إذ قام به قادة عسكريون متقاعدون.
غالانت يطالب بتحقيق واسع
من جانبه، طالب وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بإجراء تحقيق يشمله مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، جراء الفشل خلال هجوم مقاتلين فلسطينيين على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
جاء ذلك خلال مشاركته في تخريج دورة عسكرية للضباط، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية (خاصة).
وقال غالانت: "هناك حاجة إلى لجنة تحقيق رسمية للتحقيق معنا جميعًا، بما في ذلك أنا ورئيس الوزراء".
وأضاف وسط تصفيق الجمهور: "نحن بحاجة إلى تحقيق على المستوى الوطني يوضح الحقائق.. لجنة تحقيق حكومية".
كما طالب بأن "تكون لجنة التحقيق موضوعية، وعليها أن تحقق معنا جميعًا: الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية، عليها أن تتحقق مني، وعليها أن تتحقق من رئيس الوزراء ورئيس الأركان".
إخفاقات وقصف للإسرائيليين
ونشرت وسائل إعلام عبرية سابقًا، تسريبات من التحقيق، شملت أمرًا أصدره قائد عسكري بقصف منزل كان به مسلحون من حماس مع 13 أسيرًا إسرائيليًا، ما أدى إلى مقتلهم.
والأحد، كشفت وثائق وشهادات، أن الجيش الإسرائيلي استخدم بروتوكول "هانيبال" في 7 أكتوبر، لمنع حماس من أسر جنوده في غلاف قطاع غزة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
ويجيز بروتوكول هانيبال استخدام الأسلحة الثقيلة عند أسر إسرائيلي لمنع الآسرين من مغادرة موقع الحدث، حتى لو شكل ذلك خطرًا على الأسير.
وسبق أن أقر مسؤولون إسرائيليون بفشلهم في التنبؤ المسبق بالهجوم المباغت في 7 أكتوبر، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفض الاعتراف بالمسؤولية، ما تسبب في موجة انتقاد واسعة النطاق ضده، وصلت حد المطالبة باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.
وفي 7 أكتوبر، شن مقاتلون فلسطينيون هجومًا على نقاط عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيليًا، وأُصيب حوالي 5 آلاف و431، وأُسِر 239 على الأقل، بادلت حركة حماس عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة مؤقتة استمرت أسبوعًا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ومنذ ذلك التاريخ، تشن إسرائيل حربًا مدمرة بدعم أمريكي على غزة، خلفت أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال إبادة جماعية وبتحسين ظروف الوضع الإنساني الكارثي.