توغلت القوات الإسرائيلية، فجر الاثنين 8 يوليو/تموز 2024، بشكل مفاجئ في مناطق واسعة جنوب غربي مدينة غزة تحت غطاء ناري كثيف استهدف طرقات ومنازل ومبانٍ سكنية لأول مرة منذ أكثر من 3 شهور، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة لآلاف الفلسطينيين من تلك المناطق باتجاه الأحياء الشمالية الغربية بالمدينة.
وتركز توغل الآليات العسكرية الإسرائيلية في حي تل الهوى ومنطقة الصناعة والجامعات والأطراف الجنوبية لحي الرمال بالتزامن مع غطاء ناري كثيف نفذته الطائرات الإسرائيلية والآليات المدفعية على هذه المناطق ومحيطها.
استهداف مبانٍ سكنية وطرقات
وذكر شهود عيان بأن انفجارات ضخمة وقصف من الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية الثقيلة استهدف على مدار ساعات ليل الأحد/الاثنين مناطق شرقي ووسط وغربي مدينة غزة وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 3 شهور عندما نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مستشفى الشفاء ومحيطها نهاية مارس/ آذار الماضي.
وحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت مبانٍ سكنية وطرقات وشققاً سكنية وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في مناطق متفرقة من مدينة غزة، فيما لا تستطيع أطقم الإنقاذ والإسعاف التحرك بالمدينة لإنقاذ المصابين وانتشال القتلى بسبب شدة القصف.
كما استهدفت القوات الإسرائيلية مناطق متفرقة من مدينة غزة خاصة في محور التوغل الجديد بقنابل دخانية وغازية بشكل كثيف، وفق شهود عيان.
نزوح الآلاف من منازلهم
وقال الشهود، إن آلاف الفلسطينيين نزحوا من مناطق جنوب غربي المدينة باتجاه الشمال الغربي وقضوا ليلتهم في الطرقات بدون مأوى.
تأتي العملية العسكرية الإسرائيلية غربي مدينة غزة بعد ساعات من طلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين بأحياء الشجاعية والتفاح والدرج شرقي مدينة غزة النزوح نحو المناطق الغربية.
ومساء الأحد، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمرا يجبر فيه السكان والنازحين في مناطق بأحياء التفاح والدرج والبلدة القديمة، شرقي مدينة غزة، على إخلاء تلك المناطق والتوجه إلى ما وصفها بـ"المناطق الآمنة" غربي المدينة.
وقال في بيان إلى "كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق التفاح، البلدة القديمة، والدرج في بلوكات: 604- 606- 608- 609، عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى المآوي المعروفة في غرب مدينة غزة".
ولم يُذكر بيان الجيش تفاصيل أخرى، ولكنه يُجري عملية عسكرية في حي الشجاعية، الذي يقع بالقرب من مناطق التفاح والدرج والبلدة القديمة، منذ 27 يونيو/ حزيران الماضي، وبدأها بقصف عنيف ومفاجئ استهدف منازل وسكاناً مدنيين، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، بحسب شهود عيان للأناضول.
وفي 28 يونيو أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، هي الثالثة من نوعها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
واستهدف الجيش تلك المناطق خلال الأيام القليلة الماضية مما أسفر عن عشرات الشهداء والمصابين الفلسطينيين.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حرباً مدمرة بدعم أمريكي، على غزة، أسفرت عن أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير.