وجه المرشد الإيراني علي خامنئي السبت 6 يوليو/تموز 2024، رسالة إلى مسعود بزشكيان بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أوصاه فيها بمواصلة مسيرة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، والاستفادة من "الموادر البشرية والثورية المخلصة".
وقال خامنئي في الرسالة التي نشرتها وكالة أرنا الإيرانية:" "أوصي الجميع بالتعاون والتفكير الجيد من أجل تقدم الوطن وزيادة كرامته".
وزاد: "كما أوصي الرئيس المنتخب بالتطلع إلى آفاق بعيدة ومشرقة والثقة بالله الرحمن، ومواصلة مسيرة الشهيد رئيسي"، كما دعاه إلى "الاستفادة إلى أقصى حد من مقدرات البلاد الكثيرة، وخاصة الموارد البشرية الشابة والثورية والمخلصة، من أجل رفاهية الشعب وتقدم البلاد".
واعتبر خامنئي أن الشعب الإيراني تمكن بعد خسارة الرئيس السابق في حادث تحطم المروحية من تنظيم "الانتخابات في فترة قانونية قصيرة وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في يومي جمعة متتاليتين، واختيار رئيس للبلاد من بين عدة مرشحين"، لافتاً إلى أنها "تمت من خلال الإدلاء بأكثر من 55 مليون صوت".
كما أضاف خامنئي أنه "من المناسب أن تتحول السلوكيات التنافسية خلال الانتخابات إلى أعراف صداقة وأن يبذل الجميع قصارى جهدهم من أجل الرخاء المادي والمعنوي للبلاد".
فوز بزشكيان بالرئاسة
وفي وقت سابق السبت أعلن عن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الرابعة عشرة أمام المرشح المحافظ سعيد جليلي، ليكون بذلك الرئيس التاسع للبلاد.
وقد تعهد الرئيس الجديد البالغ من العمر 69 عاماً بتبني سياسة خارجية عملية وقال:"سنمدّ يد الصداقة للجميع، نحن جميعًا شعب هذا البلد، وعلينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدم البلد"، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس.
وبفوزه، يعود الإصلاحيون إلى السلطة مرة أخرى بعد نحو عقدين من الزمن منذ نهاية ولاية الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عام 2005، وعليه فإن عودة الإصلاحيين إلى الحكم لها دلالاتها وتأثيراتها داخلياً وخارجياً بسبب توجهاتهم المختلفة عن غريمهم السياسي المحافظ على الصعيدين.
الدورة الأولى
يشار إلى أن هذه الانتخابات نظمت على عجل لاختيار خلف لإبراهيم رئيسي الذي قضى بحادث مروحية في 19 مايو/أيار.
وفي الدورة الأولى التي جرت في 28 يونيو/حزيران، بلغت نسبة الإقبال على التصويت 39.92% من أصل 61 مليون ناخب، في أدنى مستوى لها على الإطلاق منذ عام 1979، علماً أن نسبة المشاركة في التصويت كانت في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته تناهز 80%.
كما نال بزشكيان 42.4% من الأصوات في الدورة الأولى في مقابل 38.6% لجليلي، بينما حل ثالثاً مرشح محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف.
متابعة دقيقة
يذكر أن تلك الانتخابات تلقت متابعة دقيقة في الخارج، إذ إن إيران هي في قلب الكثير من الأزمات الجيوسياسية، من الحرب في غزة إلى الملف النووي الذي يشكل منذ سنوات عدة مصدر خلاف بين طهران والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
كما أنها جرت وسط حالة استياء شعبي ناجم خصوصاً عن تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب العقوبات الغربية التي أعيد فرضها على إيران.