قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو، إن نحو 90 بالمئة من سكان قطاع غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل داخل القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تسعة أشهر.
وخلال مؤتمر صحفي، أوضح دومينيكو، أن المجتمع الإنساني يقدر إجمالي عدد السكان في غزة في الوقت الراهن بنحو 2.1 مليون نسمة، مشيرا إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، وأضاف أن هناك بعض الحالات نزحت عشر مرات.
وأضاف دومينيكو، أن هناك أكثر من 37 ألف شخص فقدوا أرواحهم، لافتا إلى أن هناك ما بين 300 و350 ألف شخص ما زالوا في شمال غزة لا يستطيعون الانتقال إلى الجنوب، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
110 آلاف شخص غادروا لمصر
وتابع: "أنه منذ بدء الحرب تمكن ما يقدر بنحو 110 آلاف شخص من مغادرة قطاع غزة إلى مصر قبل إغلاق معبر رفح أوائل مايو/أيار الماضي، بعضهم ظلوا في مصر، في حين انتقل آخرون إلى دول أخرى".
كما أضاف دي دومينيكو: "خلف هذه الأرقام، هناك أناس لديهم مخاوف وشكاوى. وربما كانت لديهم أحلام وآمال، أخشى اليوم للأسف أنها تتناقص شيئا فشيئا، والأشخاص الذين تم نقلهم في الأشهر التسعة الماضية كانوا مثل بيادق في لعبة لوحية".
وأكد أن من نزحوا في اليومين الماضيين عقب أوامر الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء في خانيونس، جنوبي القطاع، لا يضافون بالضرورة إلى رقم النازحين لأن كثيرين منهم نازحون بالفعل، لافتًا إلى أنه في كل مرة ينزح فيها الناس، فإنهم يضطرون إلى إعادة ضبط حياتهم بالكامل مرارا وتكرارا.
وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن أكثر من 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.