أعلن "حزب الله"، الأربعاء، 3 يوليو/ تموز 2024 استهداف مواقع عسكرية وتجمعات لجنود إسرائيليين قبالة الحدود الجنوبية للبنان، فيما نفذ الطيران الإسرائيلي غارات وهمية خرقت جدار الصوت امتدت إلى العاصمة بيروت، وذلك بعد ساعات من اغتيال الاحتلال قياديًا ميدانيًا بارزًا في الجماعة.
وقال الحزب في بيانات منفصلة وصلت الأناضول، إن مقاتليه "استهدفوا موقعي الرمثا والسماقة الإسرائيليين في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوهما بإصابة مباشرة".
ولفت في بيان آخر إلى أن عناصره استهدفوا "تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في مثلث الطيحات شمال إسرائيل بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة.
وكان الحزب قد أفاد في وقت سابق، بأن عناصره استهدفوا "التجهيزات التجسسية في موقع المالكية الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة".
في سياق متصل، قالت القناة (12) الإسرائيلية إن "حزب الله" أطلق عشرات الصواريخ تجاه شمال إسرائيل ردا على اغتيال ناصر أبو نعمة، ما أسفر عن اندلاع عدة حرائق.
وأضافت القناة: "تعمل طواقم الإطفاء من محطة الجليل – الجولان في وسط هضبة الجولان في عدة مواقع اندلعت بها حرائق في مناطق مفتوحة نتيجة القصف الأخير على المنطقة".
بدوره، قال "حزب الله" في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن عناصره استهدفوا "مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة (شمال) بصواريخ فلق".
وفي بيان آخر، أعلن استهداف "مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح، ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع، بمئة صاروخ كاتيوشا".
وأضاف أن العمليتين جاءتا في إطار "الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو (الإسرائيلي) في منطقة الحوش في مدينة صور".
قيادي بارز
وسبق أن أعلن "حزب الله" الأربعاء، مقتل أحد قادته في المواجهات المستمرة مع إسرائيل جنوب لبنان، ليرتفع العدد الإجمالي لقتلى الحزب إلى 358 منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قيادي كبير في "حزب الله"، قال إنه مسؤول عن إطلاق الصواريخ من جنوب غرب لبنان.
وقال الجيش في بيان نشره بحسابه على منصة " إكس ": "قُتل محمد نعمة ناصر قائد وحدة "عزيز" في حزب الله المسؤولة عن إطلاق الصواريخ من منطقة جنوب غرب لبنان في قصف جوي على منطقة صور".
وأضاف بيان الجيش أن "ناصر شغل منصبه منذ عام 2016 وكان مسؤولًا عن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية والأخرى المضادة للدروع من منطقة جنوب-غرب لبنان نحو قوات الجيش الإسرائيلي".
كسر حاجز الصوت
بدورها، أفادت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام (رسمية) بتحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية ومحيطها، والشوف وإقليم الخروب وخلدة (جنوب بيروت).
وقالت إن "أصوات خرق جدار الصوت سُمِعَت بشكل قوي جداً على دفعتين، ما تسبب بحالة هلع لدى السكان".
وأوضحت أن الطيران الحربي الإسرائيلي "خرق جدار الصوت على علو متوسط، في أجواء صيدا وصور وجزين والزهراني والنبطية، وإقليم التفاح والقطاع الشرقي (جنوب لبنان)، محدثاً دوياً قوياً".
كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الجبين جنوب لبنان بعدد من القذائف المدفعية، مما أدى إلى تضرر الشبكة الكهربائية في المنطقة التي سقطت فيها القذائف، بحسب الوكالة.
وفي الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إقرار الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع خططًا عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلف مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرب تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، خلفت أكثر من 12500 قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.