أعلنت "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، الخميس 27 يونيو/حزيران 2024، استهداف آليات إسرائيلية في مدينة رفح جنوبي القطاع، وحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بعد أن بدأ الاحتلال هجوماً جديداً باتجاهه.
وفي بيانات منفصلة نشرتها "القسام" الذراع العسكرية لحركة حماس، و "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" عبر منصة تليغرام، أكدتا التصدي بشراسة لقوات الاحتلال.
حيث قالت سرايا القدس، في بيان: "دمرنا آليتين عسكريتين صهيونيتين وقعتا في حقل من العبوات الأرضية البرميلية في أرض قنديل بحي الشجاعية".
فيما أعلنت كتائب "القسام"، أن مقاتليها استهدفوا ناقلة جند إسرائيلية من نوع "نمر" بقذيفة "الياسين 105″؛ ما أدى إلى تفحمها وقتل من فيها في حي الشجاعية.
كما قالت القسام في بيان منفصل: "استهدفنا دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا 4 بعبوة شواظ في حي الشجاعية".
وفي وقت سابق الخميس، قالت هيئة البث العبرية إن "الجيش الإسرائيلي بدأ عملية برية في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة لتفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك"، على حد زعمها.
ويشهد حي الشجاعية منذ صباح الخميس قصفاً جوياً ومدفعياً مكثفاً تزامن مع توغل محدود للآليات العسكرية شرقي مدينة غزة.
حماس: استمرار لحرب الإبادة
من جانبها، اعتبرت حركة حماس شن الجيش الإسرائيلي عملية برية على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة "استمرارًا لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين".
وقال بيان الحركة: "القصف المكثّف على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ونَشْر إنذارات بإخلاء الحي، والبدء في عملية توغّل فيه، وارتقاء أعداد من الشهداء ودفع الآلاف للنزوح عنه تحت وطأة قصفٍ واستهدافٍ ممنهج للمدنيين العُزَّل؛ استمرارٌ لحرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة، بدعم وتغطية كاملة من الإدارة الأمريكية الشريكة في هذه الجرائم".
وأضاف: "هذه السياسة الفاشية، بالاستهداف المتكرر للمدن والمخيمات والأحياء، وتعمُّد قتل المدنيين وتدمير البُنى التحتية، بهدف تعميق معاناة أبناء شعبنا؛ جريمة حرب مكتملة الأركان".
وتابع: "تلك الجريمة تحدث تحت سمع وبصر العالم أجمع، وهو ما يتطلب تحرّكًا فوريًا من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الكيان الإرهابي عليها".
وقالت هيئة البث العبرية إن "الجيش الإسرائيلي بدأ عملية برية في حي الشجاعية شمالي قطاع غزة لتفكيك البنية التحتية لحركة حماس التي لا تزال نشطة هناك"، على حد زعمها.
وأضافت: "تم شن الغارة البرية إثر معلومات استخباراتية جمعها جهاز الأمن العام – الشاباك، وشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي – أمان، مفادها أن حماس بدأت في استعادة سيطرتها على الحي"، على حد قولها.
ولفتت الهيئة إلى أن "هذه المرة الثالثة التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بعمليات برية في الشجاعية، التي غادرها في بداية يناير/كانون الثاني الماضي في المرة الأخيرة".
وفي وقت سابق الخميس، قال متحدث الدفاع المدني بقطاع غزة محمود بصل، إن 7 فلسطينيين استشهدوا وأصيب عشرات جراء القصف الإسرائيلي المكثف على الشجاعية "في حصيلة أولية".
وأضاف متحدث الدفاع المدني، أن عددًا من المواطنين ما زالوا محاصرين داخل الحي من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.
ووصف الأوضاع في الحي بـ"الصعبة والأليمة في ظل استمرار عمليات القصف وإلقاء عشرات الصواريخ على المنازل المأهولة بالسكان".
وتزعم إسرائيل وجود مناطق إنسانية، علما أن المنظمات الدولية بما فيها الأممية أكدت مرارًا أن لا مكان آمن في غزة، وأن الضربات قد تصيب أي مكان وفي أي وقت، دون أي اعتبار لوجود مدنيين ولا لوقوع مجازر يذهب ضحيتها أعداد كبيرة.
وفي المرات التي ينذر فيها الجيش سكان المناطق التي يعتزم تنفيذ عملية عسكرية فيها، يتعمد استهدافهم سواء خلال عملية النزوح أو بعد وصولهم للمناطق التي يطالبهم بالتوجه إليها بزعم أنها آمنة.
ومن حين لآخر، تتقدم الآليات الإسرائيلية في مناطق مختلفة من محافظة غزة لتنفيذ عمليات عسكرية ومن ثم تتراجع بعد ساعات أو أيام.
وتتسبب العمليات العسكرية عادة بمقتل وجرح عشرات الفلسطينيين، فضلًا عن التسبب بدمار واسع في المناطق التي تتوغل فيها.
وحتى الخميس، أسفرت الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا والمستمرة منذ 7 أكتوبر، عن أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.