نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الأربعاء 26 يونيو/حزيران 2026، عن مسؤوول إسرائيلي سابق قوله إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سرّعت في بداية الحرب في غزة تسليم شحنات الذخيرة إلى إسرائيل، التي كان يتوقع تسليمها خلال عامين تقريباً لتسلم في غضون شهرين.
وقال جيورا إيلاند، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن الشحنات تباطأت بعد ذلك، ولكن ليس بالضرورة لأسباب سياسية.
وذكرت وول ستريت جورنال في وقت سابق أن الزيادة الأولية في الأسلحة بعد بدء الحرب في غزة شملت 600 حالة من المبيعات العسكرية المحتملة بقيمة تزيد على 23 مليار دولار بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
فيما يواجه بايدن ضغوطاً من التقدميين في الحزب الديمقراطي الذين دعوا إلى وقف تسليم الأسلحة وسط ارتفاع وتيرة مقتل المدنيين في غزة منذ أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على القطاع دخلت شهرها التاسع وخلفت حوالي 120 ألف ما بين قتيل وجريح فلسطيني.
وقال مسؤولون أمريكيون إن شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل تباطأت منذ الأشهر الأولى من الحرب في غزة لأن العديد من الأسلحة التي طلبتها في السابق قد تم شحنها أو تسليمها بالفعل، بينما قدمت الحكومة الإسرائيلية عدداً أقل من الطلبات الجديدة، بحسب ما ذكرت وول ستريت جورنال.
وأدت مزاعم تباطؤ شحنات الأسلحة إلى توتر العلاقات بين إسرائيل والبيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتيرة التسليم الحالية بأنها هزيلة، وهو ادعاء اعترضت عليه إدارة بايدن.
وقالت وول ستريت جورنال إن هناك اتفاقاً بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين على أن هناك تغييراً قد حدث منذ شهر مارس/آذار، أي في نفس الوقت تقريباً الذي انتهت فيه الولايات المتحدة من تلبية الطلبات الحالية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئول في وزارة الخارجية قوله إن وتيرة التسليم الحالية بطيئة مقارنة مع النقل الجوي الضخم لعشرات الآلاف من الأسلحة في الأشهر الأولى بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن عدد الشحنات المسلمة حالياً مماثل لمستويات وقت السلم أو حتى أعلى منها.
وأضاف: "إن وتيرتنا طبيعية، إن لم تكن متسارعة، ولكنها بطيئة مقارنة بالأشهر القليلة الأولى من الحرب".
عملية بيع معقدة
يأتي ذلك في وقت يقوم فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن هذا الأسبوع، حيث عقد لقاءات مع مسئولين أمريكيين وسط توقعات بأن تكون مبيعات الأسلحة من بين الموضوعات التي سيثيرها غالانت خلال زيارته.
وأوضحت وول ستريت جورنال أن تتبع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل يعد أمراً معقداً، نظراً لأن طلبات الأسلحة غالباً ما يتم اصدارها قبل سنوات، ولا تعلن حكومة الولايات المتحدة عن الشحنات.
ويتم إرسال العديد من الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل دون الكشف عنها علناً، وغالباً ما تعتمد على مبيعات الأسلحة التي تمت الموافقة عليها مسبقاً، والمخزونات العسكرية الأمريكية وغيرها من الوسائل التي لا تتطلب من الحكومة إخطار الكونغرس أو الجمهور وقد جعل هذا النهج من الصعب تقييم حجم ونوع الأسلحة التي لا تزال الولايات المتحدة ترسلها إلى إسرائيل.
وقال جوش بول، مسؤول وزارة الخارجية الذي استقال في أكتوبر/تشرين الأول احتجاجاً على تعامل الإدارة مع حرب غزة، إن الافتقار إلى الشفافية بشأن مبيعات الأسلحة لإسرائيل ساعد بايدن.
حرب محتملة بالشمال
تتزامن هذه التقارير بشأن حجم الأسلحة الأمريكية لإسرائيل في وقت تشهد فيها الجبهة الشمالية تصاعداً في وتيرة الهجمات مع حزب الله، وسط مخاوف من اندلاع حرب قد تفاقم الأزمة الإقليمية بشكل كبير وتجر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع.
وتشعر إدارة بايدن بقلق بالغ من أن كلاً من إسرائيل وحزب الله يسيئان التقدير عندما يصعدان خطابهما والقتال على الأرض بينما يعتقدان أنهما قادران على تجنب حرب شاملة، حسبما ذكر موقع أكسيوس الأمريكي.
وقالت وول ستريت جورنال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتفظ بمخزونات من الأسلحة احتياطياً في حالة نشوب حرب محتملة مع لبنان، وفقا لمسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين.
وقد أرجأت وزارة الخارجية الأمريكية منذ مايو/أيار، المضي قدماً في بيع مقاتلات إف-15 جديدة وأسلحة دقيقة لإسرائيل وصفقة قيمتها مليار دولار لشراء قذائف هاون ومركبات عسكرية وذخائر دبابات، حسبما قال المسؤولون واعلنت إدارة بايدن أنها علقت تسليم قنابل زنة 2000 رطل و500 رطل إلى إسرائيل بسبب مخاوف بشأن سقوط ضحايا من المدنيين.