أشعل التحقيق الذي نشره "عربي بوست" حول آلاف المنتجات الغذائية من دول عربية وإسلامية التي ما زالت تصل إلى مستوردين إسرائيليين على الرغم من الحرب المستمرة على غزة، حيث يواجه أهالي القطاع للشهر التاسع الجوع والموت تحت آلة القصف والتدمير الإسرائيلية.
وأجرى فريق "عربي بوست" بحثاً طويلاً لرصد وصول بضائع عربية إلى مستوردين إسرائيليين، من خلال تدقيق بيانات رسمية إسرائيلية، حيث استمر العمل لمدة أسابيع من أجل التحقق مما ورد في هذه البيانات، والاستقصاء عن الشركات التي وردت أسماؤها، كما تم التواصل مع العشرات من هذه الشركات، للحصول على تعليق منها.
حيث تكشف البيانات عن وصول آلاف المنتجات الغذائية من دول عربية وإسلامية إلى مستوردين إسرائيليين، من بينها مئات المنتجات المُصنّعة من قبل عشرات الشركات الموجودة في 6 بلدان عربية، وتظهر البيانات التي وصل إليها "عربي بوست" وتحقق منها، أسماء الشركات صاحبة المنتجات، كما تظهر شهادات الترخيص التي حازت عليها هذه المنتجات من السلطات في إسرائيل، ومن بينها شهادات صدرت خلال فترة الحرب على غزة.
تفاعل واسع
وعبرت المشاركات والتغريدات التي ساهم بها مواطنون من عدة دول عربية عن حالة غضب واسعة واستهجان لمشاركة شركات عربية في تزويد الاحتلال ومستوطنيه بالمواد الغذائية، في الوقت الذي يعاني فيه أهالي قطاع غزة تجويعاً متعمداً وصل إلى درجة وفاة عشرات الأطفال بسبب نقص التغذية.
وساهم في إعادة نشر التحقيق عبر مواقع التواصل آلاف الناشطين، بينهم شخصيات وطنية في عدة دول عربية، وناشطون مؤثرون عبر مواقع التواصل، فيما أعاد التحقيق الروح لحملة المقاطعة للاحتلال.
حيث أطلق ناشطون وجهات وطنية في عدة دول عربية، بينها مصر والأردن، حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الشركات المحلية التي تصدّر للاحتلال، داعية إلى مقاطعتها شعبياً بشكل واسع.
وفيما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل التحقيق الكامل بشكل واسع، أعاد آخرون نشر مواد لـ"عربي بوست" تناولت بشكل مفصل مساهمة الشركات في عدة دول، أهمها مصر والأردن والمغرب وتركيا، في تزويد الاحتلال بالمواد الغذائية خلال الحرب.
حماس تدعم جهود المقاطعة
في السياق، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 2024، بياناً أكدت فيه على دعمها الكامل لكل جهود مقاطعة الاحتلال المجرم وداعميه في إطار المقاومة الشاملة للعدو الصهيوني، مشيرة إلى أن هذه الجهود وخاصة بعد السابع من أكتوبر قد حققت إنجازات مهمة في زعزعة اقتصاد الكيان وعزله ونزع الشرعية عنه.
وطالبت الحركة أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم بدعم كل جهود المقاطعة وعزل الكيان وداعميه.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف قتيل وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى نقص حاد في المستلزمات الإنسانية والغذائية بلغت حد المجاعة خاصة شمال القطاع.
حيث يعاني سكان قطاع غزة من أزمات إنسانية عديدة بينها نقص حاد في المياه جراء قطع إسرائيل إمدادات الماء والوقود، واستهداف مرافق المياه والآبار في محافظات عديدة.
ونزح نحو مليونين من سكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، من منازلهم، تاركين خلفهم كل شيء بحثاً عن الأمان، فيما يعيش النازحون في ظروف صعبة ومأساوية، حيث يفتقرون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه.
ولا تدخل مساعدات إنسانية أو وقود أو أدوية ومستلزمات طبية إلى القطاع، سوى كميات محدودة جداً، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية، حسب تحذيرات أممية ورسمية فلسطينية.
حيث حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث مؤخراً في بيان، من أن نصف سكان قطاع غزة يواجهون الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.