تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخميس 20 يونيو/ حزيران 2024، صورة لشاب فلسطيني من غزة، وقد بدت عليه ملامح الاضطراب النفسي واضحة بعد قضاء شهر واحد بسجون الاحتلال، وهي الفترة التي وصفها بـ"الكابوس".
ومر بدر دحلان (30 عاماً) بـ"ظروف قاسية" خلال فترة اعتقاله، حيث تعرض لـ"انتهاكات وأعمال تعذيب"، قبل أن يتم الإفراج عنه الخميس، بحسب ما أفاد به لمراسل الأناضول.
دحلان، الذي ظهرت آثار تعذيب واضحة على وجهه ويديه وأنحاء مختلفة من جسده، قال إنه اُعتقل قبل نحو شهر من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ووصف حياته في سجون إسرائيل بأنها كانت "كابوساً".
وأضاف دحلان أنه تعرض للضرب المبرح خلال فترة اعتقاله.
وأوضح أنه لا يعرف مكان عائلته حالياً، وسمع من المواطنين أن خان يونس تعرضت لدمار كبير جراء الحرب.
ولا يعرف دحلان إلى أي مكان يذهب بعد أن تم نقله إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع لتلقي العلاج بعد الإفراج عنه.
وأشار إلى أنه "يشعر بأنه سيموت".
وبخلاف وضعه الجسدي المتردي، ظهر دحلان خلال حديثه مع الأناضول في وضع نفسي كارثي؛ حيث كانت عيناه جاحظتين ولا تبدوان ثابتتين.
كما كانت طريقة كلامه غير طبيعية؛ إذ شابها التلعثم والخلط غير المنطقي بين مواضيع وأخرى؛ ما يوحي بأنه يعاني من اضرابات نفسية جسيمة جراء ما مر به من تعذيب في معتقلات إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً على غزة خلّفت أكثر من 123 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين.
ومع بدئه العمليات البرية في القطاع ضمن هذه الحرب في الـ27 من أكتوبر/تشرين الأول، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال وعاملون بالطواقم الصحية والدفاع المدني، بينما جرى الإفراج لاحقاً عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.
وخلال الساعات الماضية، أفرج الجيش عن 33 من هؤلاء المعتقلين، حيث تركهم في منطقة شرق دير البلح، وفق مراسل الأناضول.
وأضاف المراسل أن المفرج عنهم وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.
فيما قالت مصادر طبية، للأناضول، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، إن هؤلاء الأسرى وصلوا المستشفى بـ"أجساد نحيلة تبدو عليها علامات التعذيب".
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش سراح عشرات المعتقلين من غزة على دفعات متباعدة، غالبيتهم عانوا من تردي أوضاعهم الصحية.
ووفقاً لشهادات المفرج عنهم سابقاً، تعرّض المعتقلون لـ"ضرب وتعذيب وإهانات واستجواب من الجيش الإسرائيلي طوال فترة الاعتقال".
والخميس، قالت وزارة الأسرى والمحررين في غزة، إن 36 أسيراً من أسرى غزة الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي، توفوا في سجون تل أبيب "تحت التعذيب"، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.