يرى مسؤولون في تل أبيب أن الهجوم على رفح قارب على نهايته بعد 6 أسابيع من العملية التي تلقت فيها خسائر بشرية كبيرة بين الجنود، فيما قال قادة أمنيون لدى الاحتلال إن كتائب القسام تقاتل بشكل مختلف في رفح، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الثلاثاء 18 يونيو/حزيران 2024.
والسبت، قُتل 8 جنود إسرائيليين في رفح جراء انفجار استهدف ناقلة الجند المدرعة التي كانوا يستقلونها. وقد أعلنت القسام، أن الهجوم نُفِّذ بصاروخ مضاد للدبابات.
وقال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان: "ولدينا المزيد".
ووفقاً ليُوسي كوبرواسر، جنرال سابق في جيش الاحتلال ومدير عام سابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، فإن المستقبل القريب سيشهد حملة أبطأ وتيرة من الغارات المستهدفة للحفاظ على منع إعادة تشكل حماس بمشاركة قوات إسرائيلية أقل.
حيث قال كوبرواسر: "إنهم يقتربون من إنهاء العمليات الكبيرة، ومن ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة. كانت رفح حاسمة. الأمور ستتغير، لكنها ليست نهاية الحرب".
وبحسب مسؤول عسكري للاحتلال، فقد قاومت كتائب القسام بشكل أكثر شراسة في رفح، حيث أعادت بتكتيكات جديدة بناءً على خبراتها مع قوات الاحتلال في مناطق غزة الأخرى.
فيما قال أمير أفيفي، جنرال متقاعد ورئيس منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي: "المطالبة بالنصر في رفح أو في غزة لن تكون ممكنة حتى يتم القبض على يحيى السنوار، أو قتله"، بحسب زعمه.
وبمدينة رفح يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بشكل مكثف، ووفق مصادر طبية في مستشفى "غزة الأوروبي" قتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي شرق المدينة وتم نقله إلى المستشفى.
فيما تواصل الآليات المدفعية والطائرات الإسرائيلية منذ فجر الثلاثاء، تنفيذ غارات متواصلة على مناطق متفرقة في رفح خاصة حي تل السلطان غرب المدينة، حسب شهود عيان.
وتتمركز الآليات العسكرية الإسرائيلية على طول محور فيلادلفيا الحدودي بين رفح ومصر، وفي كافة مناطق جنوب المدينة ومعظم مناطقها الشرقية (بلدة الشوكة وأحياء السلام والجنينة وقشطة) ووسطها (مخيميْ يبنا والشابورة ومنطقة تل زعرب) وغربها (الحي السعودي ومنطقة مقبرة تل السلطان).
ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية على جميع محافظات قطاع غزة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، ما أسفر عن سقوط عشرات الفلسطينيين بين قتيل وجريح، حسب مصادر طبية وشهود عيان.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً على غزة خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.
وتواصل تل أبيب حربها متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.