على أنقاض منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة، شرع عشرات الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة بذبح الأضاحي في أول أيام عيد الأضحى، رغم شحها، سعياً منهم للحفاظ على شعائرهم الدينية وعاداتهم.
حيث يسعى المواطنون الذين ضحوا في عيد الأضحى إلى توزيع لحوم أضاحيهم على الفقراء، الذين يعانون من نقص في قوت يومهم بسبب الحرب والدمار الذي خلفته في منازلهم وممتلكاتهم.
ونقلت وكالة الأناضول، عن الفلسطيني عبد الله أبو دقة، أنه "رغم الحرب ودمار منزلنا، أصررت على شراء أضحية وذبحها أمام منزلي الذي دمره الاحتلال".
فيما نوه بأن "أسعار الأضاحي هذا العام في قطاع غزة مرتفعة جداً بسبب الحصار ومنع إدخالها، حيث وصل سعر أضحيتي إلى 4 آلاف شيكل (دولار يساوي 3.72 شيكل)".
وتابع: "شعب غزة عظيم، ضحى بكل ما يملك خلال حرب الإبادة، حيث دمرت بيوتهم وقتل أطفالهم، لكنهم مستمرون في الحياة".
كما أوضح أن شراء الأضحية "يأتي لإدخال البهجة والفرحة على أطفالنا الذين يعيشون ظروفاً مأساوية بسبب الحرب".
أضحية نجت من القصف ونزحت خلال الأشهر الماضية
فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لفلسطينية تروي قصة أضحيتها التي نجت من القصف ونزحت معها خلال الأشهر الماضية.
الفلسطينية أسماء أبو دقة، قالت إن أضحيتها كانت من 15 خروفاً، وكانت الناجية الوحيدة بعد سقوط الصواريخ على المنزل ومزرعتهم.
وتابعت أنها نزحت بأضحيتها من خان يونس إلى دير البلح، لمدة سبعة أشهر، مشيرة إلى أن "نزوحها حماها"، وتمكنت من الحفاظ عليها.
وأضافت: "الأضحية رسمت البسمة على وجوه أطفالنا"، مضيفة أنه حتى المواشي لم تسلم من العدوان على القطاع.
أبو دقة أضافت: "أنا جريحة وبنت الأسير وأخت الشهيد.. وعندنا أمل أن العيد القادم سيكون في باحات المسجد الأقصى".
في السياق، أوضحت أبو دقة لوكالة الأناضول أنه كان لديها مشروع تربية أغنام، ولكن بسبب الحرب تم قصف المنزل وتدمير المشروع، "ولم يتبقّ لي سوى خروف واحد قررت أن أضحي به في هذا العيد".
وقالت: "رغم الآلام والجراح والمجازر، نريد أن نثبت للعالم أن غزة تحتفل بالعيد رغم كل أوجاعنا".
أمس السبت، اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الأضاحي يحرم مئات الآلاف من العائلات في القطاع من فرصة إحياء عيد الأضحى وذبح الأضاحي كجزء من الشعائر الدينية الإسلامية.
ومنذ بداية الحرب، أغلق الاحتلال معابر قطاع غزة ومنع دخول البضائع، بينما سمح بدخول كميات قليلة ومحدودة جداً من المساعدات الإنسانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، قبل أن يسيطر على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/أيار الماضي.