كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، الإثنين 10 يونيو/حزيران 2024، عن زيادة ملحوظة في حجم مبيعات الأسلحة الصربية إلى إسرائيل خلال فترة الحرب على قطاع غزة، والمستمرة منذ 8 أشهر.
وحدد التحقيق 8 رحلات جوية غالبيتها على متن طائرات عسكرية إسرائيلية، بالتزامن مع رصد ارتفاع في صادرات الأسلحة الصربية إلى إسرائيل بقيمة 15.7 مليون يورو.
الصحيفة قالت إنه "تم نقل الأسلحة جواً على متن طائرات عسكرية إسرائيلية"، مشيرة إلى أن بلغراد "تجاهلت" النداءات واسعة النطاق، بما في ذلك التي أطلقتها مجموعة من خبراء الأمم المتحدة في 23 فبراير/شباط الماضي، للدول لوقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل نظراً لخطر استخدامها في انتهاك القانون الإنساني الدولي".
كما أشارت الصحيفة إلى أنه "في المجمل، حدد تحقيق مشترك أجرته شبكة تقارير التحقيقات الاستقصائية في البلقان (BIRN) وهآرتس، استناداً إلى تاريخ الطيران مفتوح المصدر، 7 رحلات عسكرية إسرائيلية إلى صربيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023".
طائرة خاصة
وتحدث التحقيق عن رحلة ثامنة، لكنه نوّه إلى أنها أجريت على متن "طائرة مملوكة للقطاع الخاص من النوع المعروف بنقل أنواع مختلفة من البضائع، بما في ذلك الأسلحة".
كما نوّه التحقيق إلى أن واحدة من الرحلات تمت في 5 فبراير الماضي، وانتقلت اثنتان أخريان في 18 مارس/آذار الماضي، وثلاثة في 26 مايو/أيار الماضي.
وتابعت: "منذ شهر أكتوبر 2023، صدرت صربيا ما قيمته 16.3 مليون يورو من الأسلحة إلى إسرائيل".
قيمة الأسلحة
وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أنه إلى جانب شحنات فبراير ومارس ومايو من هذا العام، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 15.7 مليون يورو، سبق لصربيا أن صدرت أسلحة إلى إسرائيل بقيمة 540.120 مليون يورو في أكتوبر الماضي وحده.
وقالت: "لم تذكر الحكومة الصربية شيئاً عن محتويات الشحنات، ورفضت وزارة التجارة الصربية طلب حرية المعلومات الذي قدمته BIRN لتحديد موعد إصدار تصريح التصدير ونوع الأسلحة التي تم تسليمها"، معلنة أن المعلومات "سرية للغاية".
وبحسب التحقيق، جاءت هذه الرحلات الجوية بعد أن أمرت محكمة العدل الدولية -أعلى وكالة قضائية في هيئة الأمم المتحدة- في 26 يناير/كانون الأول الماضي بمنع قواتها من ارتكاب أعمال إبادة جماعية أو التحريض عليها ضد الفلسطينيين، رداً على قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
وفي هذا الشأن، نقلت "هآرتس" عن الخبير العسكري الصربي فلادا رادولوفيتش قوله: "إن إسرائيل بحاجة إلى ذخائر موجهة وغير موجهة للطائرات، وخاصة القنابل الجوية لاختراق المخابئ والمنشآت تحت الأرض، وصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي، وذخيرة متوسطة العيار، وقذائف الدبابات والمدفعية، وأسلحة المشاة".
واعتبر الخبير الصربي أنه "من الضروري أيضاً توفير كميات إضافية من الذخيرة ذات العيار الصغير للأسلحة الصغيرة وكذلك ألغام الهاون".
كما أضاف أن قذائف المدفعية الصربية عيار 155 ملم، التي تنتجها شركة كروسيك المملوكة للدولة "مطلوبة بشكل كبير، وليس فقط في الشرق الأوسط".
ولم يصدر تعليق فوري من السلطات الإسرائيلية أو الصربية على ما أوردته "هآرتس" في تحقيقها حتى الساعة (13:36 تغ) من ظهر الإثنين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً على غزة خلفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومُسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.