قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الأحد 9 يونيو/حزيران 2025، إن "بلاده تقدم دعماً لإسرائيل منذ عدة أشهر لتحديد موقع الرهائن بقطاع غزة، وليس فقط خلال العملية التي جرت في مخيم النصيرات السبت.
جاء ذلك في مقابلة أجراها سوليفان مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية بشأن عملية تخليص 4 محتجزين إسرائيليين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
سوليفان أوضح: "تقدم واشنطن الدعم لإسرائيل منذ عدة أشهر في جهودها للمساعدة في تحديد مواقع الأسرى في غزة ودعم الجهود الرامية إلى محاولة تأمين إنقاذهم أو انتشالهم".
ونفى سوليفان -خلال تعليق على استعادة 4 محتجزين إسرائيليين بمخيم النصيرات وسط غزة- أن تكون أمريكا شاركت عسكريا في عملية استعادة المحتجزين.
وتابع: "ولا أستطيع إلا أن أقول إننا قدمنا الدعم بشكل عام للجيش الإسرائيلي حتى نتمكن من محاولة إعادة جميع الأسرى إلى الوطن، بما في ذلك الرهائن الأمريكيون الذين لا يزالون محتجزين".
ورفض سوليفان الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة مرتاحة لعملية تخليص الرهائن الإسرائيليين، وقال: "لقد قتل أبرياء بشكل مأساوي في هذه العملية.. لا نعرف العدد الدقيق، لكن قتل أبرياء وهذا أمر مفجع ومأساوي".
سوليفان أضاف: "الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه قال في الأيام الماضية إن الشعب الفلسطيني يمر بجحيم شديد في هذا الصراع؛ لأن حماس تعمل بطريقة تضعهم في مرمى النيران، وتحتجز رهائن في قلب المناطق المدنية المزدحمة".
ارتفاع ضحايا النصيرات
وفي وقت سابق اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد ضحايا "المجزرة" التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مخيم النصيرات وسط القطاع إلى إلى 274 قتيلاً، بينهم 64 طفلاً و57 امرأة.
والسبت، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن خلية أمريكية بإسرائيل ساهمت في تخليص 4 محتجزين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي (لم تسمّه)، قوله إن "خلية أمريكية في إسرائيل ساهمت في عملية تحرير 4 رهائن".
وأضاف المسؤول الأمريكي أن الخلية "دعمت جهود إنقاذ 4 رهائن، وعملت مع القوات الإسرائيلية في عملية تحريرهم".
وسابقاً، ذكرت الشبكة الأمريكية أن "القوات الإسرائيلية استعدت لأسابيع لعملية السبت، بمشاركة مئات الأفراد من الجيش، وجهاز المخابرات الداخلي، ووحدة خاصة من الشرطة".
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي في بيان على إكس: "في عملية معقدة للجيش والشاباك والشرطة (الوحدة الشرطية الخاصة) تم تحرير أربعة مختطفين إسرائيليين".
وبحسب بيان الجيش، السبت، فإن المحتجزين الأربعة هم نوعا أرغماني (25 عاماً)، وألموع مئير (21 عاماً)، وأندري كوزلوف (27 عاماً)، وشلومي زيف (40 عاماً).
وقال الجيش في بيان مقتضب بثه بحسابه على منصة إكس، إن قواته تهاجم "بنى تحتية" في منطقة النصيرات، فيما وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الهجوم الواسع بـ"غير المسبوق".
من جهتها، قالت حركة حماس، السبت، إن إعلان تل أبيب تخليص 4 من أسراها بغزة "لن يغير فشلها الاستراتيجي بالقطاع"، وتوعدت بزيادة غلتها من الأسرى الإسرائيليين كما فعلت في عملية مخيم جباليا شمالي القطاع.
وأضافت في بيان عبر تليغرام، أن "ما أعلنه جيش الاحتلال النازي من تخليص عدد من أسراه في غزة، بعد أكثر من 8 أشهر من عدوان استخدم فيه كافة الوسائل العسكرية والأمنية والتكنولوجية، وارتكب خلاله كل الجرائم من مجازر وإبادة وحصار وتجويع، لن يغير من فشله الاستراتيجي في قطاع غزة".
وأضافت: "مقاومتنا الباسلة ما زالت تحتفظ بالعدد الأكبر في حوزتها، وهي قادرة على زيادة غلتها من الأسرى، كما فعلت في عملية الأسر البطولية الأخيرة التي نفذتها في مخيم جباليا في نهاية الشهر الماضي".
وأكدت أن "ما كشفت عنه وسائل إعلام أمريكية وعبرية، حول مشاركة أمريكية في العملية الإجرامية التي نفذت اليوم، يثبت مجدداً دور الإدارة الأمريكية المتواطئ، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة".
وأشارت حماس إلى أن ذلك يثبت أيضاً "كذب مواقف الإدارة الأمريكية المعلنة حول الوضع الإنساني، وحرصها على حياة المدنيين".
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.