أعلن الوزيران في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت الأحد 9 يونيو/حزيران 2024، استقالتهما من حكومة الطوارئ الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو والتي تشكلت بعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال إعلان قرار استقالته، قال بيني غانتس: "عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول تجندنا وانضممنا إلى الحكومة لأننا نعرف أنها سيئة"، داعياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التوجه لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن، وتشكيل لجنة تحقيق بخصوص ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وشدد غانتس على أن "نتنياهو يعرقل قرارات استراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية"، مؤكداً أن "ننسحب من هذه الحكومة لأن نتنياهو يمنعنا من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي".
كما أشار غانتس إلى أنه "يؤيد الصفقة التي عرضها بايدن والتي طلب من رئيس الوزراء أن تكون لديه الجرأة لإنجاحها"، وقال لعائلات الأسرى: "إننا أخفقنا في الامتحان ولم نتمكّن من إعادة أبنائهم، ولا بد من بذل كل شيء من أجل الصفقة المعروضة لاستعادة المختطفين".
وأضاف غانتس أن الحرب في غزة طويلة وستستمر، مضيفاً: "أدعو وزير الدفاع غالانت إلى التحلي بالشجاعة وعمل ما هو صواب".
كما أوضح: "أدعو نتنياهو للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق وطنية، لا بد من انتخابات تأتي بحكومة وحدة حقيقية صهيونية وطنية"، ودعا قادة الأحزاب إلى الوقوف بجانبه من أجل إجراء انتخابات لتشكيل حكومة وحدة وطنية صهيونية".
كما خاطب بيني غانتس وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، داعياً إياه إلى تقديم استقالته بشكل غير مباشر بقوله: "أنت قائد شجاع، والقيادة هي فعل الصواب".
إضافة إلى ذلك، توجه غانتس باعتذار إلى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة بقوله: "نحن فشلنا". في المقابل، أعلن بيني غانتس أن الورقة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن إبرام صفقة قد تنهي الحرب في غزة، مشدداً على أنها "تتطلب من رئيس الوزراء أن تكون لديه الجرأة لإنجاحها".
وفي 18 مايو/أيار الماضي، هدّد بيني غانتس نتنياهو بالاستقالة من الحكومة في حال عدم وضع خطة حتى الثامن من يونيو/حزيران الحالي، تتضمن ستة أهداف رئيسية.
استقالة آيزنكوت
وبعد استقالة غانتس مباشرة، أعلن الوزير في مجلس الحرب غادي آيزنكوت استقالته من حكومة الطوارئ، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وكان نتنياهو قد دعا رئيس كتلة "المعسكر الوطني" بيني غانتس للتراجع عن قرار الانسحاب من حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي تشكلت في أعقاب الحرب على غزة، ودعاه إلى "عدم التنازل عن الوحدة".
وذكر نتنياهو في بيان على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه أن "هذا زمن الوحدة وليس زمن الانقسام. ويجب أن نبقى متحدين من الداخل في مواجهة المهام الكبرى التي تنتظرنا. أدعو بيني غانتس: لا تترك حكومة الطوارئ، لا تتخلى عن الوحدة".
وعقب استقالة غانتس، طالب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير عبر منصة إكس نتنياهو بضمه إلى مجلس الحرب.
تحشيد المعارضة
ومن أشهر، دعت المعارضة الإسرائيلية، برئاسة زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد مراراً في الأشهر الماضية بانسحاب غانتس وآيزنكوت من الحكومة.
وتريد المعارضة أن ينضم غانتس إلى صفوفها، في محاولة لإسقاط الحكومة، والدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، حاولت الإدارة الأمريكية إقناع غانتس بعدم مغادرة الحكومة.
وكشفت أن "الأمريكيين اتصلوا بغانتس في الأيام الماضية وحاولوا التحقق من إمكانية تأجيل أو منع انسحابه من حكومة الحرب".
وكان غانتس طالب نتنياهو بوضع استراتيجية من 6 أهداف تتضمن: إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، وهزيمة حماس، ونزع السلاح من قطاع غزة.
كما تشمل الاستراتيجية تحديد بديل لحماس في غزة، وعودة سكان شمالي إسرائيل إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر/أيلول، والدفع بعملية التطبيع مع السعودية، واعتماد خطة الخدمة العسكرية في إسرائيل، إلا أن نتنياهو لم يعلن عن هذه الاستراتيجية.