فشل المسؤولون الأمريكيون والمصريون والإسرائيليون في إحراز تقدم في الاجتماع الذي عقد الأحد الماضي بشأن إعادة فتح معبر رفح بعد رفض الجانب الإسرائيلي السماح بأي دور للسلطة الفلسطينية في تشغيل الموقع الاستراتيجي، بحسب ما نقله موقع أكسيوس الجمعة 7 يونيو/حزيران 2024 عن أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
ووفقاً لأكسيوس فقد ترأس الوفد الأمريكي لاجتماع القاهرة تيري وولف، المدير الأول لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في حين ترأس الوفد الإسرائيلي "منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة"، الجنرال الدرزي غسان عليان ومسؤولون من جهاز الأمن العام (الشاباك)، بينما مثّل مصرَ مسؤولون من جهاز المخابرات والجيش في البلاد.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين أن السلطة الفلسطينية أعدت قائمة تضم نحو 300 فلسطيني من غزة مستعدون للعمل في المعبر، كما نقل عن مسؤولَيْن إسرائيليين أن إسرائيل قالت خلال الاجتماع إنها مستعدة لفحص الفلسطينيين المدرجين في القائمة والسماح لأولئك الذين لا ينتمون لحماس بتشغيل المعبر جنباً إلى جنب مع قوة من المراقبين التابعة للاتحاد الأوروبي التي كانت متمركزة عند المعبر قبل سيطرة حماس على القطاع في 2007.
وقالت إسرائيل إنها ليست لديها مشكلة مع الفلسطينيين التابعين لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) أن يديروا المعبر، لكنها لن توافق على قيامهم بذلك كممثلين رسميين للسلطة الفلسطينية، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين.
فيما أضاف مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل اقترحت بدلاً من ذلك أن يكون الحل المؤقت هو أن يتولى الفلسطينيون المدرجون بالقائمة إدارة المعبر "كلجنة مدنية محلية"، لكن مصر والسلطة الفلسطينية رفضوا هذه الفكرة.
إلى ذلك، اقترح المصريون عقد اجتماع مع مدير المخابرات في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد الفرج لبحث الموضوع لكن الإسرائيليين رفضوا، وقالوا إن توجيهات الحكومة تقضي بعدم إجراء أي مناقشات حول غزة مع السلطة الفلسطينية، وفقاً لما نقله أكسيسوس عن مسؤولين إسرائيليين.
وبحسب مسؤول إسرائيلي فإن المناقشات حول معبر رفح كانت صعبة للغاية وانتهت دون التوصل إلى اتفاق، في حين ذكر مسؤول أمريكي آخر أنه لم تكن هناك توقعات أن يتم التوصل إلى حل بعد اجتماع واحد وأن المحادثات مع مصر وإسرائيل بشأن المعبر لا تزال مستمرة، مضيفاً أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في المستقبل القريب.
مكالمة بين بايدن والسيسي
ووفقاً للموقع فإن اللقاء في القاهرة جاء نتيجة مكالمة هاتفية جرت قبل أسبوعين بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووافق الأخير على طلب بايدن استئناف تدفق شاحنات المساعدات إلى غزة عبر إسرائيل، بعد توقف تسليم المساعدات قبل أسبوعين احتجاجاً على سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وقال مسؤول أمريكي إن بايدن وعد الرئيس المصري بأنه في حالة استئناف تدفق المساعدات، ستعمل الولايات المتحدة على إعادة فتح معبر رفح في أقرب وقت ممكن.
لكن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تتدخل السلطة الفلسطينية بغزة في كل اجتماع تقريباً مع المسؤولين الأمريكيين في الأشهر الأخيرة، وفقاً للموقع الأمريكي.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قبل المحادثات في مصر، قال نتنياهو إنه لا يوافق على أي دور للسلطة الفلسطينية في معبر رفح، وفقاً لمصدرين مطلعين على الاجتماع.
أحد المصدرين قال إن تصريحات نتنياهو تتناقض مع السياسة التي تمت الموافقة عليها في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قبل أيام قليلة، والتي قالت إن إسرائيل ستوافق أن يتم تشغيل معبر رفح من قِبل أي كيان حكومي آخر غير حركة حماس.