تعرض السفير المصري لدى الولايات المتحدة، معتز زهران، "لانتقادات قوية" من أعضاء بمجلس النواب الأمريكي، مايو/أيار الماضي، بسبب مقترح بشأن وقف إطلاق النار في غزة الذي سبق عملية رفح العسكرية الإسرائيلية، حسبما أفاد موقع أكسيوس الخميس 6 يونيو/حزيران 2024.
ونقل الموقع الأمريكي عن 3 مشرعين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن المحادثة الهاتفية التي جمعت زهران بأعضاء مجلس النواب تتعلق بإعلان حماس في مطلع مايو/أيار الماضي، قبولها مقترح وقف إطلاق النار بوساطة مصرية قطرية.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون حينها بأن الإعلان الصادر من حماس فاجأهم، واتهموا مصر بتقديم مقترح جديد لحماس دون تنسيق مع إسرائيل.
وفي وقت سابق، نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريراً حول "تغيير المخابرات المصرية لشروط المقترح الذي وقعت عليه إسرائيل، قبل عرضه على حماس" حينها، لكن القاهرة نفت هذه التقارير، ووصل الأمر إلى تهديدها بالانسحاب من الوساطة.
"مصر فقدت مصداقيتها"
وقال "أكسيوس" إنه خلال المحادثة التي جمعت زهران بأعضاء الكونغرس، "سئل السفير عما إذا كان يشعر أن مصر فقدت مصداقيتها" بعد هذه الواقعة، وأشار أحد المشرعين إلى أن السفير "غضب بشدة" بعد هذا الاتهام.
كما أفاد عضو الكونغرس لأكسيوس بأن زهران رد بالقول: "لا على الإطلاق، لا لا، ما زلنا نستضيف [محادثات وقف إطلاق النار]. كيف يمكن أن نفقد مصداقيتنا إذا كانت [إسرائيل وحماس] موجودتين في القاهرة للتفاوض؟".
بينما أشار عضو آخر كان في المكالمة الهاتفية التي شهدت المحادثة المتوترة، إلى أن رد السفير على أسئلة النواب كان "دفاعياً تماماً".
مكالمة متوترة
فيما قال مشرع ثالث: "كانت مكالمة متوترة.. كنا واضحين للغاية معهم بأننا بحاجة إلى أن تتحمل مصر مسؤولياتها".
وكانت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، قد دعت مصر في أكتوبر/تشرين الأول إلى "تحمل مسؤوليتها الإنسانية" لتوفير مناطق آمنة للفلسطينيين وتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة.
وتابع "أكسيوس" رصد تفاصيل المحادثة بين السفير المصري والمشرعين، حيث قال أحد النواب الأمريكيين خلال المكالمة: "كان يجب أن تلعب مصر دوراً أكبر في الوضع.. أعتقد أنهم لم يساعدوا بالقدر الذي كان بإمكانهم القيام به"، مضيفاً: "أعتقد أن هناك الكثير من الإحباط نحو السفير المصري والحكومة المصرية".
ولم تستجب السفارة المصرية في واشنطن لطلب التعليق من "أكسيوس".
"التوترات طويلة الأمد"
وتعكس "التوترات طويلة الأمد" بين العديد من المشرعين الأمريكيين الداعمين لإسرائيل، والدول العربية التي عملت كوسيط بين إسرائيل وحماس، في إشارة إلى مصر وقطر، وفقاً للموقع الأمريكي.
يذكر أن مصر انخرطت في الوساطة بين مصر وإسرائيل منذ أشهر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة. كما استضافت جولات من المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وتوترت العلاقة بين مصر وإسرائيل، مع تأكيد الأخيرة أنها ستشن حملة عسكرية على رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يتواجد أكثر من مليون نازح فلسطيني فروا من القتال.
وتزايدت التوترات بين البلدين، بعد أن سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، حيث ترفض مصر التعامل مع إسرائيل فيما يتعلق بالمعبر، مشددة على أهمية أن يتم تنسيق التحركات عبر المعبر، الذي يمثل شريان حياة للقطاع المحاصر، مع جهة فلسطينية.
كما أعلنت إسرائيل أنها سيطرت على معظم محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
من جانبها، أكدت مصر مراراً رفضها أي محاولات "تهجير قسري" لمئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.