نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية، الثلاثاء 28 مايو/أيار 2024، مقطعاً مصوراً يظهر فيه الأسير الإسرائيلى ألكسندر تروفانوف (28 عاماً) الذي وقع أسيراً بين أيدي المقاومة في عملية "طوفان الأقصى".
في مقطع الفيديو المنشور، توجه الأسير الإسرائيلي مخاطباً المتظاهرين الإسرائيليين من عائلات الأسرى والنشطاء، قائلاً إنه سيروي لهم قريباً ما حدث له وللأسرى في غزة.
واختتم الفيديو قائلاً: "أنتظر منكم أن تنتظروا بمزيد من الصبر".
في مقطع مصور نشرته عائلة الأسير، قالت والدة تروفانوف إن رؤيته أسعدتها لكن "المفجع" أن يظل أسير لفترة طويلة.
في غضون ذلك، قال بيان صادر عن منتدى عائلات الأسرى والمفقودين الذي يمثل عائلات الأسرى: "الدليل على وجود ألكسندر (ساشا) تروفانوف على قيد الحياة هو دليل إضافي على أنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية منح فريق التفاوض تفويضاً كبيراً".
قبل أيام، ادعت هيئة البث العبرية أن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد ديفيد برنيع اجتمع بالعاصمة الفرنسية باريس، الجمعة، مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" ويليام بيرنز، ووزير خارجية قطر محمد عبد الرحمن آل ثاني، وقدم لهم "مقترحاً جديداً لصفقة تبادل أسرى صاغه فريق التفاوض الإسرائيلي".
بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري حماس وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
على مدى يومين، استضافت القاهرة آخر جولة تفاوض، قبل أن يغادر وفدا "حماس" وإسرائيل العاصمة المصرية في 9 مايو/أيار الجاري دون إعلان التوصل لاتفاق، رغم قبول الحركة آنذاك مقترحاً قطرياً مصرياً، وهو ما رفضته إسرائيل.
تعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها "لا تلبي شروطها"، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في 6 مايو/أيار، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
ووسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على غزة منذ 18 عاماً، وتصعيد لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، شنت فصائل فلسطينية، بينها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، هجوماً مباغتاً على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسرت خلاله نحو 239 شخصاً.
ولاحقاً، بادلت الفصائل 105 من هؤلاء الأسرى، وبعضهم عمال أجانب، بالعديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023.
وبينما تتحدث تل أبيب عن بقاء 121 أسيراً من هؤلاء بأيدي الفصائل، تؤكد الأخيرة مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية على القطاع.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.