نددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، والسلطة الفلسطينية، مساء الأحد 26 مايو/أيار 2024، بالمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في منطقة ادّعت أنها "آمنة" في رفح جنوب قطاع غزة، واعتبرت أنها تمثل تحدياً واستهتاراً وتجاهلاً لقرار محكمة العدل الدولية بوقف ضرب المدينة المكتظة بالنازحين.
ووقعت المجزرة في منطقة تل السلطان، غربي مدينة رفح، والتي لم تحذر إسرائيل سكانها ولم تطلب إخلاءها من النازحين، وأفاد الدفاع المدني في غزة، عبر بيان، أنه تم نقل 50 فلسطينياً "بين شهيد وجريح جراء قصف إسرائيلي لمخيم نازحين غربي رفح".
"جريمة حرب مروّعة"
وقالت حماس في بيان: "في جريمة حرب مروّعة، أقدم جيش الاحتلال الصهيوني المجرم على ارتكاب مجزرة بشعة بحق المواطنين النازحين في الخيام غرب مدينة رفح مساء اليوم (الأحد) في منطقة مكتظة بمئات الآلاف من النازحين كان قد أعلن أنها آمنة".
الحركة أضافت أن القصف "أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في تحدٍّ واستهتارٍ تام وتجاهلٍ لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف العدوان على رفح".
وحمَّلت حماس "الإدارة الأمريكية والرئيس (جو) بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة، والتي لم يكن للكيان الصهيوني أن يرتكبها لولا الدعم الأمريكي والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، رغم اكتظاظها بالمواطنين النازحين"، وفق البيان ذاته.
الاحتلال يرتكب مجزرة كبيرة في مخيمات النازحين بمنطقة البركسات شمال غرب مدينة رفح:
— Osama Dmour (@OsamaDmour5) May 26, 2024
– طائرات الاحتلال قصفت المخيم ب8 صواريخ على الأقل
– حتى اللحظة وصل 8 شهداء الى المستشفيات الميدانية العاملة غرب المدينة
– عدد كبير من الشهداء والجرحى لا يزالوان في المخيم وطواقم الاسعاف والدفاع… pic.twitter.com/izBagq1qiK
في سياق متصل طالبت حماس "بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية، والضغط من أجل وقف هذه المجزرة وسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ".
كما طالبت حماس "كل الأطراف وخاصة الأشقاء في مصر، بالضغط على الاحتلال لسحب جيشه من معبر رفح، وتمكين الطواقم العاملة في المعبر لمتابعة عملها، وتسهيل خروج الجرحى والمرضى ودخول المساعدات والإغاثة".
وختمت حماس بيانها بالتأكيد على أن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الجهات ذات العلاقة، مطالبةً بشكلٍ عاجل بضرورة التحرك لوقف حرب الإبادة المتواصلة ضد شعبنا منذ أكثر من 7 أشهر، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني من آلة القتل والإرهاب الصهيونية التي تسعى لتهجيره وطمس قضيته الوطنية".
جريمة حرب
في غضون ذلك، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال شمال غربي رفح هي جريمة حرب تضاف لجرائم حرب الإبادة، مضيفة أن استهداف المدنيين في مخيمات النازحين في رفح يؤكد عمق الفشل العسكري الذي مُنيت به إسرائيل.
وتابعت الحركة أن الاحتلال يستهدف المدنيين للتعويض عن الفشل الذي مني به في الميدان.
مجزرة اسرائيلية كبيرة في مخيمات النازحين بمنطقة البركسات غرب مدينة رفح.
— Arab-Military (@ashrafnsier) May 26, 2024
الطائرات الحربية قصفت المخيم بصاروخين
حتى اللحظة وصل 8 شهداء الى المستشفيات الميدانية العاملة غرب المدينة
عدد كبير من الشهداء والجرحى لا يزالوا في المخيم وطواقم الاسعاف والدفاع المدني تعاني من صعوبة… pic.twitter.com/mZRZVMrJoV
"مجزرة فاقت كل الحدود"
في السياق ذاته، أكدت الرئاسة الفلسطينية، مساء الأحد، أن استهداف إسرائيل خيام النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة "مجزرة فاقت كل الحدود"، وتحدٍّ لقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما قرار محكمة العدل الدولية.
متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قال في بيان، إن "استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لخيام النازحين في رفح بشكل متعمد مجزرة فاقت كل الحدود، وتتطلب تدخلاً عاجلاً لوقف هذه الجرائم التي تستهدف الشعب الفلسطيني فوراً".
أبو ردينة أضاف أن "ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة تحدّ لجميع قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
ومنذ 6 مايو/أيار الجاري، تشن إسرائيل هجوماً برياً على رفح، واستولت في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر؛ ما أغلقه أمام خروج جرحى لتلقي العلاج ودخول مساعدات إنسانية شحيحة أساساً.
وأجبر الهجوم ما لا يقل عن 810 آلاف فلسطيني على النزوح من رفح، التي كان يوجد فيها نحو 1.5 مليون شخص، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلّفت أكثر من 116 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.