تحولت المستوطنات الواقعة شمال إسرائيل إلى مدينة أشباح، بعدما ترك نحو 60 ألف إسرائيلي منازلهم الواقعة بالقرب من لبنان بسبب القتال في جميع أنحاء المنطقة، بل بات أكثر من 40% من السكان لا يخططون للعودة مرة أخرى إلى منازلهم.
صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قالت في تقرير الإثنين 27 مايو/أيار 2024، إنه بعد مرور ما يقرب من ثمانية أشهر على الحرب الدائرة في قطاع غزة، لا يزال ما لا يقل عن 60 ألف إسرائيلي تركوا منازلهم بالقرب من لبنان في أكتوبر/تشرين الأول نازحين، وهم جزء من موجة أوسع من الحياة انقلبت رأساً على عقب بسبب القتال.
وتعهد حزب الله في لبنان بمواصلة القتال حتى تتوقف إسرائيل في هجماتها المتواصلة على قطاع في غزة.
الصحيفة أشارت إلى أنه خلافاً لأولئك الموجودين في جنوب إسرائيل والذين يعودون إلى ديارهم بعد تهجيرهم بسبب الحرب في قطاع غزة، فإن نظراءهم في الشمال ليس لديهم أي فكرة متى سيتمكنون من العودة إلى ديارهم مرة أخرى.
ضغوط على الحكومة
ووفقاً للصحيفة فإن سكان شمال إسرائيل هم الآن من بين المتظاهرين الأكثر صخباً في إسرائيل، ويضغطون على حكومتهم لجعل المناطق الشمالية من البلاد آمنة للعودة إليها، لا سيما أنهم متشككون بشأن محاولات التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع حزب الله، والذي تقول إسرائيل والأمم المتحدة إنه انتهك الاتفاقات السابقة.
ورغم أن الإسرائيليين تحملوا عقوداً من الهجمات الصاروخية من لبنان، إلا أن سكان المستوطنات لم يواجهوا قط التهديد الذي تشكله صواريخ حزب الله الموجهة وطائراته بدون طيار، والتي كانت فعالة في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية الشهيرة، بحسب وول ستريت جورنال.
مع اقتراب العام الدراسي الجديد في شهر سبتمبر/أيلول 2024، قام بعض سكان شمال إسرائيل بترسيخ جذورهم في مناطقهم الجديدة، حيث قاموا بشراء أو استئجار منازل جديدة.
ويخشى البعض في إسرائيل أن تظل الحدود الشمالية غير صالحة للسكن أو غير مرغوب فيها على الإطلاق للعيش فيها لسنوات. وهذا من شأنه أن يمثل خسارة استراتيجية واقتصادية ورمزية لإسرائيل، وهي دولة استثمرت بكثافة في بناء الحياة المدنية خارج المنطقة الوسطى الكثيفة في البلاد، حول تل أبيب والقدس.
40% من المستوطنين لا يخططون للعودة
وبينت الصحيفة أن ما يقرب من ثلث جميع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من شمال إسرائيل ينحدرون من كريات شمونة، وهي مدينة تقع على بعد أميال قليلة من الحدود اللبنانية والتي انخفض عدد سكانها إلى 3000 فقط، من 24000 قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال عمدة المدينة، أفيخاي ستيرن، إن معظم الذين بقوا هم موظفون حكوميون، بما في ذلك ضباط الشرطة والمقيمون كبار السن الذين يرفضون المغادرة وأولئك الذين لا يستطيعون المغادرة، مثل عائلات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
ستيرن أضاف أن نتائج الاستطلاعات الأخيرة تظهر أن 40% من السكان لا يخططون للعودة. وقال ستيرن إن هؤلاء كانوا على الأرجح أغنى سكان المدينة الذين يستطيعون تحمل تكاليف الانتقال. ومع كل يوم يمر دون أي علامة على التغيير، فإنه يتوقع أن يرتفع هذا العدد.
من جانبهم، أعرب مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أنهم يأملون أنه بمجرد توقف القتال في غزة، يمكن التوصل إلى اتفاق مع حزب الله لإبعاد مقاتليهم عن حدود إسرائيل.
ويقول أشخاص مطلعون على المناقشات إن مثل هذه الصفقة قد تعني قيام حزب الله بتحريك قواته لمسافة تصل إلى 10 أميال شمال الحدود، مع قيام الجيش اللبناني بملء الفراغ.
ويشكك العديد من الإسرائيليين، بمن في ذلك شتيرن، في أن يكون الاتفاق مع حزب الله كافياً لضمان السلامة في الجزء الشمالي من إسرائيل.
ووسط دعوات من المدنيين وأعضاء حكومته لبذل المزيد من الجهد في شمال إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء قيامه بجولة في المنطقة الحدودية الأسبوع الماضي إن إسرائيل لديها "خطط مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة" لتأمين المنطقة. ولم يخُض في التفاصيل، واكتفى بالقول إن أهدافه هي استعادة الأمن للسماح للمدنيين بالعودة إلى ديارهم.