انسحب الجيش الإسرائيلي، مع ساعات فجر الخميس 23 مايو/أيار 2024، من مدينة جنين ومخيمها الواقع في شمال الضفة الغربية، بعد عملية عسكرية واسعة استغرقت يومين انطلقت صباح يوم الثلاثاء.
وأسفرت العملية عن استشهاد 11 شهيداً، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة والقدس إلى 516 شخصاً منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
دمار خلّفه الاحتلال في جنين
وعملت آليات قوات الاحتلال منذ اللحظة الأولى لدخول المدينة على تجريف الطرق خشية وجود عبوات مزروعة فيها، وإزاحة الركام جانباً، محدثة دماراً كبيراً في البنى التحتية للمدينة.
كما قالت مصادر محلية إن الجرافات العسكرية دمرت أجزاءً كبيرة من الشوارع المحيطة بالمخيم وعدداً من المركبات داخله، كما دمّرت جرافات الاحتلال دوار "الشهيد جورج حبس" في محيط مقهى النباتات في مركز مدينة جنين، ودوار الشهيد عمر نايف.
فيما حوّلت قوات الاحتلال عشرات المنازل في أحيائها والمخيم إلى نقاط عسكرية، وسط اندلاع مواجهات عنيفة مع سماع دوي انفجارات ضخمة.
وبدت الشوارع قرب مدخل مخيم جنين في الأيام الأخيرة مقفرة، فيما كانت المسيّرات تحوم فوقها.
وفرض جيش الاحتلال طوقاً أمنياً على مخيم جنين، وإجراءاتٍ مشددة على المواطنين الذي حاولوا النزوح من المخيم. وعلى مركبات الإسعاف التي حاولت الوصول للمصابين.
في الوقت ذاته أكد الجيش الإسرائيلي وقوع تبادل لإطلاق النار بين قوات ومقاومين، وزعم مصادرته معدات عسكرية وعثوره على عبوات ناسفة كانت مزروعة بهدف إلحاق الضرر بقواته.
من جانبها، ذكرت "كتيبة جنين" أن مقاتليها تصدوا للقوات الإسرائيلية بالأسلحة، وتمكنوا من تفجير عدد كبير من العبوات الناسفة المعدة مسبقاً في الآليات العسكرية.
تصعيد في الضفة بإغلاق قانون فك الارتباط
في الوقت ذاته، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي، صباح الأربعاء، إلغاء "قانون فك الارتباط" بشمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد لحظات من اعتراف 3 دول أوروبية رسمياً بالدولة الفلسطينية.
من شأن هذا القرار، أن يزيد من حدة التصعيد في الضفة الغربية، وذلك لأن هذه الخطوة ستسمح بعودة الإسرائيليين إلى 4 مستوطنات في محافظات شمال الضفة تم تفكيكها هي "غانيم" و"كاديم" و"حوميش" و"سانور".
بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن هذا القرار ما هو إلا بداية عملية الاستيطان من جديد في الضفة الغربية؛ إذ لن يعود المستوطنون إلى المستوطنات المذكورة فقط، بل سيسعون إلى توسيعها بمصادرة أراضي الفلسطينيين.
حيث حذر منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة من أن المستوطنات الأربع التي سيعود لها المستوطنون، لن تعود إلى الحجم الذي أخليت عليه؛ إذ ستنطلق مشاريع وضع مخططات إعادة البناء، وسيرافق ذلك إعلان عما تسمى بالمناطق "الأمنية" لضمان توسع المستوطنات باستمرار.