أبلغ وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، الإثنين 20 مايو/أيار 2024، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن إسرائيل تعتزم توسيع هجومها البري في مدينة رفح بجنوبي قطاع غزة، حتى تفكيك حركة حماس واستعادة الأسرى، في حين يتعمّد جيش الاحتلال استهداف المدارس ومراكز الإيواء في جباليا شمال القطاع.
وزارة جيش الاحتلال قالت في بيان إن غالانت استضاف في مكتبه الإثنين سوليفان، وعقدا اجتماعاً موسعاً بمشاركة رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ومسؤولين آخرون.
وبحث الجانبان "سير الحرب في قطاع غزة، والجهود المختلفة لإعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة)، والحاجة إلى إبراز قوة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة العدوان الإيراني من أراضيها وعبر وكلائها"، وفق البيان.
ومنذ 6 مايو/أيار الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً برياً على رفح؛ تسبب بنزوح 810 آلاف فلسطيني، حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الإثنين.
وتقدم واشنطن لتل أبيب، منذ اندلاع الحرب، دعما قوياً على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية، ولذلك يعتبر فلسطينيون الولايات المتحدة "شريكة" في جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة.
الهجوم على رفح
وعرض غالانت على سوليفان ما زعم أنها "تعديلات أجرتها إسرائيل لإجلاء السكان من منطقة رفح، وتوفير الاستجابة الإنسانية الكافية".
والإثنين، أكدت "الأونروا" أنه "في كل مرة تُشرد فيها عائلات (فلسطينية)، تتعرض حياتها لخطر جسيم، ويضطرون إلى ترك كل شيء خلفهم، بحثاً عن الأمان، لكن لا توجد منطقة آمنة".
وقالت وزارة الدفاع إن "غالانت أكد لسوليفان أن إسرائيل ملتزمة بتوسيع العملية البرية لتفكيك حماس وإعادة المختطفين"، على حد زعمه.
وفي 7 مايو/أيار الجاري، أعلنت إسرائيل سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر؛ مما تسبب بإغلاقه أمام دخول المساعدات الإنسانية المحدودة بالأساس.
وزاد إغلاق المعبر من معاناة سكان قطاع غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، أجبرت الحرب الإسرائيلية حوالي مليونين منهم على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في إمدادات الماء والغذاء والدواء.
استهداف المدارس ومراكز الإيواء في جباليا
وفي شمال غزة، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الإثنين، إن إسرائيل ألحقت دماراً واسعاً بمربعات سكنية كاملة خلال عدوانها على مخيم جباليا شمال قطاع غزة المتواصل لليوم الثامن، واتهمها بتعمد استهداف المدارس ومراكز الإيواء والمدنيين.
وبحسب بيان للمكتب فإن "العدوان الغاشم الذي ينفّذه جيش الاحتلال الصهيوني النازي على مخيم جباليا يتواصل لليوم الثامن على التوالي، وسط تكثيف للغارات والقصف الجوي والبري والبحري"، مضيفاً أن ذلك "ألحق تدميراً واسعاً بمربعات سكنية كاملة وبعضها على رؤوس ساكنيها".
واتهم المكتب "جيش الاحتلال بتعمد استهداف المدارس وتجمعات المواطنين ومراكز الإيواء في مخيم جباليا؛ ما أدى إلى ارتقاء العشرات من الشهداء، وكثير منهم لم يتم انتشالهم بعد، وإصابة المئات من المواطنين".
كما لفت إلى أن "جيش الاحتلال يحاصر عائلات بمناطق عدة (في مخيم جباليا) سيما المدارس، دون القدرة على معرفة مصير المحاصرين أو إغاثتهم، في جريمة جديدة يمارسها الاحتلال ضد مدنيين عزّل، وللأسف مجدداً على مرأى ومسمع العالم دون أن يتحرك أحد لإيقافها".
وذكر المكتب أن "جرائم الاحتلال المتتالية وعدوانه المتواصل (على قطاع غزة) كلف شعبنا حتى اللحظة أكثر من 45 ألف شهيد ومفقود ونحو 80 ألف جريح، ودمار شبه تام للمنازل والبنى التحتية وكافة مقومات الحياة من مرافق خدماتية ومنشآت عامة، وفي مقدمتها المشافي التي خرجت غالبيتها عن الخدمة جراء استهدافها المباشر بالقصف والتدمير".
وأشار كذلك إلى "تواصل جريمة التجويع والتعطيش بحق شعبنا في ظل استمرار احتلال وإغلاق معبر رفح لأسبوعين (منذ 7 مايو/أيار)، ومنع شاحنات المساعدات من الوصول لمستحقيها في مختلف مناطق قطاع غزة".
كما حذر من أن ذلك "يُنذر بتفاقم كارثة أزمة الأمن الغذائي سيما شمال غزة، فضلاً عن منع خروج آلاف الجرحى الذين تتطلب حالتهم التحويل للعلاج بالخارج وعددهم قرابة 11 ألف جريح؛ ما يهدد بالقضاء على حياتهم أو تفاقم وضعهم الصحي سوءاً".
31 مستشفى من أصل 36 بغزة تضررت أو دمرت
إلى ذلك، قال الاتحاد الأوروبي إن 31 مستشفى من أصل 36 في غزة تعرضت لأضرار أو دمرت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ودعا إلى وقف الهجمات على المرافق الصحية ذات الأهمية الحيوية للمدنيين.
جاء ذلك الإثنين، في بيان مشترك للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، والمفوض الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات والمساعدات الإنسانية، يانيز لينارسيتش، وتجنب البيان التطرق إلى مسؤولية إسرائيل عن تلك الهجمات.
كما لفت البيان إلى أن 31 مستشفى من أصل 36 في غزة تعرضت لأضرار أو دمرت، أما تلك التي لم تدمر فتعمل جزئياً تحت قيود شديدة.
البيان أكد أن "الحصول على الرعاية الطبية الطارئة يحمل أهمية أكبر في وقت يعيش فيه الفلسطينيون في غزة تحت القصف (الإسرائيلي) المستمر ويواجه أكثر من 9 آلاف شخص مصابين بجروح بليغة خطر الموت بسبب نقص الرعاية الصحية الكافية".
وذكر أن منظمة الصحة العالمية سجلت 890 هجوماً على المرافق الصحية، 443 منها في غزة و447 في الضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن الهجمات التي استهدفت العاملين في المجال الصحي والمستشفيات وسيارات الإسعاف أدت إلى تعطل الخدمات الطبية.
كما ذكر أن أكثر من 50 منشأة صحية و300 سيارة إسعاف تعرضت لأضرار متعمدة في الضفة الغربية المحتلة، وأعرب عن القلق من الهجمات على المرافق الصحية.
وجدد دعوة الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن الأسرى، وإتاحة الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلفت نحو 115 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.